responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 16


العولمة الغربية هنا يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي ، ما هي العوامل التي أدت إلى إبراز العولمة الغربية في الوقت الحالي ؟
إن العولمة الغربية ظهرت بعد انهيار الشيوعية ، وانفجار الاشتراكية في الداخل وتفكك اليمين التقليدي ، فخرجت الليبرالية الجديدة باسم العولمة لتغزو الدول ، وتدعو إلى حرية انتقال رأس المال ، وإلغاء الحواجز الجمركية ، وتطيح بالأنظمة لتعزير حرية المبادلات التجارية ، وذلك تحصيلا للربح الأكثر ولو كان على حساب الآخرين ، مما أدى إلى تباعد بين النشاط المالي والنشاط الاقتصادي ، فمن أصل 1500 مليار دولار تدخل العمليات اليومية على الصعيد العالمي هنالك 1 % فقط يوظف لاكتشاف ثروات جديدة ، ويدور الباقي في إطار المضاربات ، إذن هي مشروع أيديولوجي لليبرالية جديدة وثيقة الصلة بمنطق الرأسمالية المالية ، لا تتطور ولا تجدد آلياتها أو تقديم إلا بفعل التناقض الحاصل ما بينها وبين تقدمها وتطورها من جهة ، وما بين التهميش الحاصل ، سواء على مستوى الدولة الواحدة ، أم على المستوى العالمي ، ذلك التهميش الذي نجم عنه الاستقطاب الصارخ للثروات والدخول ، إلى جانب تلازم هذه الظاهرة مع اتساع ظاهرة الفقر والبطانة سواء في المراكز الرأسمالية الأساسية أم في الأطراف ، وهي لا تتخذ شكل قضاء اقتصادي عالمي يقوم على الاعتماد المتبادل كما يروج لها ، إنما تبرز هذه العولمة بوصفها صراعا تجاريا وماليا قاسيا ، يزيد من حدته الاستقطاب الذي يؤدي بدوره تعميق الهوة في مستوى التطور بين الشمال والجنوب ، والشرق والغرب إلى جانب المشكلات الاجتماعية في بلدان العالم أجمع .
إلا أن جوهر العولمة الغربية ، لا يمكن في مظهرها ، بقدر ما هو كامن في مضمونها ، فإنها تمثل المشروع الغربي الحامل للمشروع الأيديولوجي لليبرالية الجديدة التي ترتكز على قوانين حرية السوق والحرية المطلقة لانتقال البضائع والأموال والأشخاص والمعلومات والثقافة عبر الحدود ، دون أية قيود لتحصيل الربح الأكثر ، إلى جانب تقويم أسعار الصرف وإزالة القيود عن النظام المصرفي .

16

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست