الزائف الذي غالبا ما تطرحه علينا وسائل الإعلام المختلفة . وأول هذه الطروحات هو أن العولمة الصحيحة هدف إنساني لا غنى عنه إلا بنشره وتعميمه ، ولا طريق للإنسانية أمامها إلا بالدخول فيها والانتماء إليها ، علما بأنه لم يكن الدخول فيها قد بدأ في هذه الأيام ، بل كان مع بداية إرسال الأنبياء أولي العزم عليهم السلام وأخذت تتبلور وتتكامل منذ بدأ عهد الرسالة الإسلامية ، فإن الدين الإسلامي الحنيف أول من جاء بأسس العولمة الصحيحة ، وبلغ لها ودعا إليها ، لان الله سبحانه وتعالى وجه الإنسان وفطره على العولمة وأرسل إليه نظاما عالميا يحمل طابع الكونية في فكره وثقافته وفي اقتصاده وسياسته ، ومن هنا تكون مفهوم العولمة الإسلامية . فكان الدين الإسلامي الحنيف أول من طرح فكرتها الصحيحة ، وأول من بنى من مفهومها نظاما اقتصاديا سليما ، وأول من جاء بمستلزماتها ومقوماتها ، وأول من بنى أسسها وأحكم قواعدها وقد طبق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ومن بعده أهل البيت عليهم السلام العولمة الصحيحة التي جاء بها الإسلام ، وحققوا نظام اقتصادها السليم ، وسعوا لتبنيها وتحديد مسارها ومعالمها . فجعلوا بأمر الله تعالى . . الدين واحدا ، والمعبود واحدا ، والكتاب واحدا ، والاقتصاد واحدا ، والتاريخ واحدا ، والقبلة واحدة ، والسنة واحدة . . والشريعة واحدة ، واللغة واحدة ومشتركة بين الجميع ، مما يحقق الأسرة الواحدة والبيت الواحد . فقد دأب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام على إطلاق أسس العولمة الصحيحة وتطبيقها بحكمة عالية كانت باستطاعتها تغطية كل العالم بظلال رحمتها وجناح عدلها ، غير أن الحكام غير الشرعيين الذين علوا منبر الرسول صلى الله عليه وآله غيروا وصادروا كل شيء جاء به الرسول صلى الله عليه وآله ، وبدلوا كل ما استطاعوا تبديله فحرموا العالم من رحمة العولمة الصحيحة وعدلها بالشكل المطلوب . نعم إن رسالة الإسلام رسالة عالمية ، لأن الإسلام لم يكن يوما للعرب وحدهم ، ولم يكن القرآن لقريش وحدها ، حين قال سبحانه وتعالى وهو يصف