responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 12


رسوله الكريم صلى الله عليه وآله ورسالته المباركة : * ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) * [1] .
وفي جانب آخر يصف سبحانه وتعالى القرآن الكريم الذي هو دستور السماء لأهل الأرض * ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) * [2] .
ومن هنا فإن الحديث عن العولمة الإسلامية حديث عميق في جوهره ، فإن الإسلام جاء بها منذ أيامه الأولى ، ومن حين بزوغ شمسه المنيرة على الكون ، حيث تتجلى الرسالة العالمية وتتضح العولمة التي جاء بها الإسلام رحمة للناس ، كل الناس ، وليس لطبقة خاصة كأصحاب الاستثمارات والبنوك الذين لا يرون إلا مصالحهم ولا يعملون إلا من أجل منافعهم .
بالإضافة إلى أنه يستفاد من الأحاديث الكريمة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام مقومات العولمة الإسلامية ، فترى مخاطبتها لكل العالم ، بلا حرج ، وخاصة فيما يختص التماسك والترابط الاجتماعي ، والتحابب والتوادد العاطفي ، وتحويل المجتمع الإنساني الكبير إلى أسرة صغيرة واحدة يسودها الحب والحنان والرحمة والإحسان ، فنرى الرسائل التي بعثها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلى رؤساء العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام ، ليسلموا في دنياهم وآخرتهم ، وينذرهم عاقبة التمرد والاستبداد ، ويحملهم أوزار رعاياهم وشعوبهم إن هم بقوا على كفرهم ، إلى غيرها مما يفصح عن دعوتهم إلى الانتماء إلى الأسرة الواحدة والبيت الواحد والفكر الواحد ألا وهو التوحيد ، وبيت العدل والمحبة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يراعي بالإضافة إلى العبارات الأدبية والكلامية في رسائله الأبعاد التبليغية ، والأهداف السياسية والدبلوماسية ، وأدت بالنتيجة إلى انتصار الإسلام وانتشاره وبسط دولته العادلة ونفوذه الحكيم على مختلف بقاع الأرض ، ومن هنا لا بد من التأكيد على عالمية الدعوة الإسلامية من خلال تلخيص روح الرسالة الإسلامية في شعار التوحيد « لا إله إلا الله » وهذا سر علو الإسلام



[1] سورة الأنبياء : 107 .
[2] سورة يوسف : 104 .

12

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست