كلمة لا بد منها مسألة : الحاجة توجب للأمة أن تكون أسيرة ورهينة ، كما هو واضح ، وهنا لا بد من التصريح بالحقيقة المرة التالية وهي : ما تواجه الأمة الإسلامية من الضعف والتأخر في المجال العلمي والتكنولوجي وما أشبه . وهذا مما يؤثر كثيراً في انتشار العولمة ، فإن كل صاحب عولمة يسعى إلى تحقيق عولمته الخاصة ، والذي يقدر على أن يصنع التقنية ويبدعها هو الذي يقدر على تحقيق عولمته وتطبيقها ، لا كل من يمتلك التقنية أو يستعملها فقط . وقد ورد في الحديث الشريف : « احتج إلى من شئت تكن أسيره » [1] . ومن لم يبتدع التقنية يحتاج في اقتنائها إلى غيره ، فيكون أسيره ، والمسلمون قد أصبحوا اليوم وللأسف الشديد من المستهلكين فقط لا من المبدعين ، مما ينبغي لهم أن يكونوا كما كانوا في الأمس هم أول مبتدع ومبتكر في كل المجالات . نعم لا بد أن يهتم المسلمون في رفع مستوى وعيهم ، وسطح علمهم ، حتى يدركوا معنى الآية الكريمة : * ( وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) * [2] ويعلموا تحليلها العلمي والعملي الدقيق ، ويعلموا أن الحاسوب والإنترنت من وسائل القوة ، وكذلك الفضائيات ، ويعرفوا أن علم الرياضيات والهيئة من مقومات القوة ، ويعرفوا أن علم النفس والاجتماع ، وعلم الحيوان والنبات ، وعلوم الوراثة والهندسة والطب وغيرها من العلوم العصرية من مقومات القوة ، بل إنها
[1] الإرشاد : ج 1 ص 303 ومن كلامه في وصف الإنسان . [2] سورة الأنفال : 60 .