6 : ويميز العولمة الإسلامية عن غيرها : خضوع النظام الاقتصادي وتأطير العمل التجاري الإسلامي لأحكام الدين وقوانين الشرع الحنيف ، وتظهر هذه الميزة وأهميتها في حالات الطوارئ وغيرها ، فإن الاقتصاد يكون حينئذ أحد مقومات حكم الجهاد الإسلامي وركائزه الركيزة وهكذا عند بروز حالات المجاعة والزلازل والفيضانات وما أشبه . وبكلمة واحدة نقول : إن العولمة الاقتصادية الإسلامية قد حملت بين جوانحها كل مقومات السعادة والحضارة ، والتقدم والرقي ، والازدهار والتطور ، ونفي الفقر والحرمان ، من الحكومة الشرعية ، والاقتصاد الأمين ، والقوانين المالية العادلة ، والوحدة العالمية بكل أبعادها الحضارية ، إلى الآداب الإنسانية الراقية ، والقواعد الأخلاقية التقدمية . وخلاصة القول : إن العولمة الإسلامية حملت الحضارة بكل أبعادها ، وجمعت بين النمو والازدهار ، والعدل والأخلاق . من مشتركات العولمتين مسألة : أن العولمتين الإسلامية والغربية قد تشتركان إن صح التعبير في بعض من الأسس العلمية ، والبنى التحتية ، سواء على الصعيد العلمي النظري ، أم على الصعيد الخارجي التطبيقي . والتعبير الأدق إن الإيجابيات الموجودة فهي من بركة الإسلام وتعاليمه ، فحرية الشركات الضخمة ، وحرية التجارة وقوانين العمل ، وحرية هجرة الأيدي العاملة ، وحرية انتقال رؤوس الأموال ، وحرية المضاربات التجارية ، والمواد الأساسية من حقوق الإنسان ، كلها أحكام شرعية بيّنها الإسلام وطُبقت في حكومة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .