مصير العولمتين : الشرقية والغربية مسألة : إن المسلمين كما رفضوا العولمة الشرقية الشيوعية ، وحاربوها حتى أسقطت ، كذلك اليوم هم بالنسبة إلى العولمة الغربية الرأسمالية ، فإن في نظرهم بل نظر كل أصحاب العقول السليمة والوجدان الحر ، وجميع ذوي الضمائر الحية ، إن العولمة الغربية الرأسمالية بهذا الشكل الموجود هي كالعولمة الشرقية الشيوعية في أنها لم تؤسّس على أسس عقلية ومنطقية ، ولا على قواعد إنسانية وأخلاقية ، وكلما كان شيء كذلك لم يكتب له البقاء والخلود ، وإنما يسجّل لنفسه الزوال والسقوط ، كما سجلت العولمة الشرقية الشيوعية لنفسها ذلك بعد أن فسدت وأفسدت كل شيء ثم زالت إلى غير رجعة . وكذلك سوف يكون وعن قريب مصير العولمة الغربية الرأسمالية ، حيث إنها لم تكن مبنيّة على أُسس إنسانية أخلاقية ، ولا على قواعد منطقية عقلانية ، وإنّما على أُسس مادية جافة ، وقواعد اقتصادية بحتة ، لا تعرف للمثل قيمة ، ولا للقيم قدراً ، ولا تعير للإنسانية وزناً ، ولا للأخلاق وقراً ، ولذلك فسدت وأفسدت . فإنّه كلما يكون السباق والتنافس بين الإنسان والإنسان من أجل الغلبة والسيطرة ، ومن أجل الثروة ومصادر الطاقة ، ومن أجل التسويق والأرباح ، لا يكون هذا السباق سباقاً إنسانياً ، ولا ذلك التنافس تنافساً عادلاً وبنّاءً ، وكلما كان الشيء كذلك كان مهدداً بالفناء والزوال ، لأنّه يحمل في جنباته وبين طياته عوامل الفناء والزوال ، فتساهم هذه العوامل يوماً على أفول نجم أوروبا ، وسقوط قوة أمريكا على السواء ، مثل ما ساهمت تلك العوامل في القضاء على بنية الاتحاد