الخدمات الإنسانية من أهم ما يلزم على الحركة التي تريد نجاة الغرب : تقديم الخدمات الإنسانية للغربيين ، بأن يهتم المسلمون بخدمة الإنسان بما هو إنسان ، مؤمناً أو غير مؤمن ، مسالماً أو غير مسالم . فان الخدمة أهم ما يقرب القلوب ويخضع الأرواح . سواء كانت خدمات صحيّة ، أو اجتماعية ، أو ثقافية ، أو اقتصادية كفتح المصارف وصناديق الإقراض الخيري وإيجاد فرص العمل للعاطلين ، أو تزويج الشباب والفتيات ، أو إنعاش الفقراء ، أو غير ذلك مما هو كثير . وقد ورد في الحديث : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطى الماء لكفار بدر [1] ، كما أعطى لأهل مكة المال الكثير في حال محاربتهم له [2] . كما أن أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) أعطى الماء لمعاوية وأصحابه وهو في محاربته [3] . والإمام الحسين ( عليه السلام ) أعطى الماء للذين جاؤوا لقتاله [4] وأخيراً قتلوه . إلى غير ذلك من القصص الواردة بهذا الشأن . وهذا هو شأن الله سبحانه وأنبيائه وأوليائه مع أعدائهم ، وقد ورد في
[1] راجع كتاب ( ولأول مرة في تاريخ العالم ) ج 1 ص 210 للإمام المؤلف ( قدس سره الشريف ) . [2] راجع كتاب ( ولأول مرة في تاريخ العالم ) ج 2 ص 114 . [3] وذلك في حرب صفين ، راجع بحار الأنوار ج 41 ص 146 ، وكتاب ( الحكومة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ص 11 ، للإمام المؤلف . [4] حيث أعطى ( عليه السلام ) الماء للحر بن يزيد الرياحي وجنده ، حتى رشفوا الخيل ترشيفا ، وذلك قبل نزولهم بكربلاء ، راجع تاريخ الطبري ج 4 ص 296 .