الحديث : « تخلقوا بأخلاق الله » [1] . واللازم في ذلك ملاحظة جميع الجوانب حتى لا يكون إفراط من جهة ولا تفريط من جهة أخرى . وقد يزعم زاعم أن الغرب اكتفى من هذه الجهة الخدماتية ، فهو لا يحتاج إلى خدماتنا ، ولكن بعد دراسة الغرب نرى كثرة احتياجاته إلى بعض الخدمات الإنسانية . فالإنسان هو الإنسان سواء كان في الغرب أو الشرق ، حوله حشد من الحاجات ، وتحيط به المشاكل مهما كان مرفهاً ومنعّماً . كما أن الإنسان بشكل عام يحب الخدوم الذي ينفعه ويخدمه مهما كان بينه وبين الخدوم بون أو شحناء ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : « الإنسان عبد الإحسان » [2] . وقال ( عليه السلام ) : « الإحسان يستعبد الإنسان » [3] . وقال ( عليه السلام ) : « إنهم أي الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق » [4] . وقال ( عليه السلام ) : « جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها » [5] . فإن مثل هذه الخدمات تقرب غير المؤمنين إلى الإيمان ، وغير الصالحين إلى الصلاح ، والله سبحانه المسدّد المستعان .
[1] بحار الأنوار ج 58 ص 129 ب 42 . [2] غرر الحكم ودرر الكلم : ص 385 ق 5 ب 4 ف 2 ح 8771 . [3] غرر الحكم ودرر الكلم : ص 385 ق 5 ب 4 ف 2 ح 8772 . [4] نهج البلاغة ، الرسائل : 53 من كتاب له ( عليه السلام ) كتبه إلى الأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها . [5] من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 381 ومن ألفاظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الموجزة التي لم يسبق إليها ح 5826 . وص 419 ح 5917 .