العولمة ونجاة الغرب مسألة : يجب السعي لنجاة الغرب من مساوئ العولمة الغربية التي سببت ضرر الإنسان الغربي أيضاً ، فإن على الإنسان مسؤولية هداية أخيه الإنسان وإرشاده إلى الخير والصلاح وسعادة الدنيا والآخرة ، علماً بأن الغرب ليس بأجمعه عدوا للإسلام والمسلمين بل هم أعداء لما زعموه من الإسلام ، فإذا عرفوا حقيقة الإسلام وسماحته وشموليته ومطابقته للفطرة الإنسانية لأقبلوا عليه ودخلوا في دين الله أفواجاً ، وقد ذكرنا في كتاب ( كيف يمكن نجاة الغرب ؟ ) [1] : إن الغربيين أناس قابلون للهداية ، فإنهم بشر والبشر بفطرته يحب الخير لنفسه ولغيره ، ووجود ظواهر التعصب فيهم لا يدل على أنهم متعصبون . ودليل عدم تعصبهم قبولهم للمسيحيّة ، مع أن المسيح ( عليه السلام ) كان شرقياً وليس غربياً [2] ، فاللازم اهتمام المسلمين سواء في بلاد الغرب وما والاها أو في غيرها من سائر البلاد غير الإسلامية أن يدخلوهم في الإسلام وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، واللازم أن يكون هذا الاهتمام قربة إلى الله تعالى لإنقاذ البشرية من ويلاتها . وقد كان تنحي الغرب عن المسيحية إلى المادية الغارقة في الظلمات بسبب إفراط الكنيسة ومحاكم التفتيش وما إلى ذلك في القرون الوسطى ، والإفراط عادة ينتهي إلى التفريط وبالعكس ، ولذا فإنه يسهل دخولهم في الإسلام ، فإن الإسلام
[1] يقع الكتاب في 48 صفحة من الحجم المتوسط ، من اصدارات مركز الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) للتحقيق والنشر ، بيروت لبنان عام 1419 ه 1999 م . [2] أي إنه ( عليه السلام ) كان من الشرق وإلَّا فهو من الأنبياء أولي العزم الذين بعثوا لجميع العالم .