بذاته ناجح لأنه دين الفطرة ولا يحتاج إلى مئونة زائدة لإثبات حقانيته ، وهذا من أهم ما يوجب هداية الغرب إلى الإسلام . فاللازم الاهتمام الكافي لبيان أن الإسلام دين ودنيا ، ويهتم بأمور الدنيا كما يهتم بالآخرة ويضمن سعادة كليهما ، وإن الذي لا يتبع الإسلام بكامله يبتلى بما أنذر به القرآن الحكيم : من خراب الدنيا كما نشاهده الآن في أرقى حضارات الغرب [1] وعذاب الآخرة كما في القرآن الحكيم ، قال تعالى : * ( ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) * [2] . وقد ذكرنا في كتاب ( الغرب يتغيّر ) تفصيلاً حول اضطراب المناهج الغربية الموجبة لاضطراب الإنسان الغربي بنفسه ، فكيف بالإنسان المستعمر تحت نفوذه ؟ فبيان كل ذلك من ناحية ، وبيان المنهج الإسلامي الصحيح من ناحية أخرى يوجب توسيع دائرة الإسلام وكثرة الإقبال عليه .
[1] فهناك مشاكل كثيرة من الفساد الأخلاقي والعنف والجرائم والإيدز والمخدرات وما أشبه ، فمثلاً : أكثر من 210 آلاف أمريكي قتلوا في حوادث عنف داخلية خلال العقد الأخير ، بينما هناك 17 مليون مواطن كانوا ضحية لجرائم العنف في الفترة ذاتها . والإحصاءات تدل على تزايد العنف بين الشباب وفي المناطق الفقيرة وقد جاء في تقرير أن 135 ألف مسدس تجلب إلى المدارس الأمريكية كل يوم ، وأن 2 / 4 مليون طالب مدرسة يسرق منه شيء ، بينما 282 ألفاً منهم يتعرض للاعتداء الجسدي كل شهر ، كما يتعرض 5200 مدرس للضرب في الشهر أيضاً ، وألف منهم يحتاجون إلى العلاج الطبي ، و 40 من الجرائم المرتبطة بالقتل تتصل بالمخدرات . بالإضافة إلى أن التفكك الأسري والاجتماعي من أهم عوامل العنف هناك وكذلك مشاهدة العنف في وسائل الإعلام ، فإنه مع نهاية المرحلة الابتدائية يكون الصبية الأمريكيون قد شهدوا حوالي 8 آلاف من مشاهد القتل وما يزيد على مائة ألف من أعمال العنف الأخرى حيث ان الأطفال الأمريكيين يقضون من الوقت في مشاهدة التلفزيون سنوياً أكثر من وقت حضورهم للمدرسة . [2] سورة طه : 124 .