بين عالمية حقوق الإنسان والعولمة مسألة : هل تختلف العالمية في مجال حقوق الإنسان عن العولمة ؟ أجاب بعض الأخصائيين قائلين : إن العالمية في هذا المجال شيء مختلف عن العولمة تماماً ، وذلك للفوارق التالية : أولاً : إن العالمية في مجال حقوق الإنسان لا تعمل على إنهاء دور الدولة ، ولا تسعى للتقليل من شأنها ، بل العالمية هذه تضع على الدولة التزامات معينة ، وهي تحتاج إلى وجود دولة لتنفيذ هذه الالتزامات . وهذا يعني على العكس من العولمة التي تحد من دور الدولة وسلطاتها ، كي يضعف تأثير الحدود السياسية والسيادة الوطنية . ثانياً : إن العالمية في مجال حقوق الإنسان تدعو للانفتاح على الآخرين وتأمر بالأخذ والعطاء معهم ، فإنه كلما يتم التعاهد أو التوافق بين المجتمع الدؤلي على أهداف محددة ، أو مفاهيم معيّنة ، مقابل التزامات يقبلها الجميع ، تأمر بالمشاركة وتعاون الدول فيما بينها لتطبيقه . وهذا أيضاً على العكس من العولمة التي تحاول تسييد أوضاع معينة على العالم أجمع ، أي : أنها تعتمد على التحول من الخارج . مثلاً : إن الاقتصاديات مما لا يمكن العمل من داخل الدولة على تغييرها ، لذلك ترى العولمة أنه لا بد من العمل من خلال المؤسسات الدولية والضغوط الخارجية من أجل تحويل هذه الاقتصاديات وإدماجها في النظام العالمي ، وليس اعتماداً على التحول التدريجي الذاتي ، وهذا هو اختراق صريح للآخر ، وسلب فاضح لخصوصيته .