من أدوات العولمة الغربية مسألة : أنّ الشركات متعددة الجنسيات تعتبر اليوم من أهم الأدوات التي تستخدمها الرأسمالية الغربية وخاصة الأمريكية ، وتوظَّفها في دفع الاقتصاد العالمي باتجاه العولمة ، وذلك للعوامل التالية : 1 : الشيوع الواسع والانتشار السريع للشركات متعددة الجنسيات ، فلقد بلغ عددها إلى ما يقرب من أربعين ألف شركة ، يطول نشاطها جميع المجالات ، ويمتد إلى كل القارات الخمس وحتى المحيطات الستة ، وقد بلغت واردات إحدى هذه الشركات متعددة الجنسيات من بين خمسمائة شركة تعدّ هي أكبرها ، وذلك في العقد الأخير من القرن العشرين نحو : أحد عشر ألف مليار دولار ، ويكون نسبة هذا من الناتج المحلي العالمي الذي بلغ قرابة ثلاثة وعشرين ألف مليار دولار 44 ، كانت حصة الوطن العربي منه قرابة ستمائة مليار دولار ، وحصة الشركات متعددة الجنسيات حوالي ثلثي التجارة الدولية في مجال السلع والخدمات وغير ذلك ، وثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة وما أشبه ذلك على ما قالوا [1] . 2 : نهوض الشركات متعددة الجنسيات وقيامها بدور مهم في تدويل المنتجات والخدمات ، والتجارة والاستثمارات ، مما قد أدى وبكل قوة إلى سيادة أنماط عالمية في ميدان الاستثمار والاستهلاك ، والتصدير والتسويق ، والإعلان
[1] وتظهر البيانات الدولية أن الشركات متعددة الجنسيات قد زادت عددا من 11000 شركة تتحكم ب 82000 شركة فرعية وتزيد مساهمتها على 25 من حجم التجارة العالمية عام 1975 م إلى 37500 شركة تتحكم ب 207000 شركة فرعية وتتعامل بأكثر من حجم التجارة العالمية عام 1990 م .