والدعاية ، وما أشبه ذلك من مثل الإنتاج ، وما يرتبط بالإنتاج من علاقاته ومالكية وسائله وكيفيات ذلك . 3 : انسلاخ النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي عن المواقف المشرفة ، وعن المشاعر والعواطف الإنسانية ، كلما تصادم حق الإنسانية مع حيوية الاقتصاد ، وذلك لأن العولمة تواكب غالباً زيادة الدخل عند مالكي وسائل الإنتاج ، وترافق عادة ارتفاع قيمة أسهم الشركات متعددة الجنسيات ، وكذلك تصحب نوعاً ارتفاع نسبة المتقاعدين عن العمل في هذه الشركات ، وهذه الأمور وأمثالها تتنافى مع حق الإنسان لأنها تهضم حقه ولا توفّيه ما يستحقه ، ولأن فيها تكديس المال لأرباب هذه الشركات ، وتقليله عند العاملين والمستهلكين ، ويدلُّ عليه الواقع الخارجي لمسألة العمال في هذه الشركات ، إذ قد فصل عن العمل في المؤسسات الأمريكية ما يقارب من خمسين مليون عامل في مدة لا تتجاوز عن العشرين عاما فقط [1] . وأجل أن الشركات متعددة الجنسيات ، أصبحت اليوم تتحكم بعصب السياسة الرئيسي ، ألا وهو الاقتصاد ، وتتلاعب به وبمقدرات الإنسان ، بل بمقدرات الأمم والشعوب ، وبالتالي بمقدرات كل العالم كيف تشاء ، وبما تشاء ، وتسعى بحثاً عن الأسواق ، وعن المواد الخام ، وعن كل ما يرتبط بنمو أرباحها وعائداتها ، حتى إذا كان بما يعرق له جبين الإنسانية ، ويندى له وجه التاريخ .
[1] فهذه الشركات التي تسيطر على 95 من التجارة العالمية لم تستخدم أكثر من 3 . 5 من أبناء الجنس البشري في التشغيل .