حرمة الخيانة في بيت المال مسألة : لا يجوز الاختلاس والخيانة في بيت المال ، ويلزم حفظها من الزيادة والنقصان ، من قبل الحاكم نفسه وغيره ، حيث إن على الحكومة والحاكم أن لا يأخذ لنفسه ما لا يستحقه ، ولا يتصرف عدواناً حتى في فلس واحد من بيت مال المسلمين ، ولا يهب شيئاً منه بلا استحقاق لأحد من ذويه ومن أشبه . عن علي بن أبي رافع قال : كنت على بيت مال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وكاتبه وكان في بيت ماله عقد لؤلؤ كان أصابه يوم البصرة ، قال : فأرسلت إليَّ بنت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالت لي : بلغني أن في بيت مال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عقد لؤلؤ وهو في يدك وأنا أحب أن تعيرنيه أتجمل به في أيام عيد الأضحى . فأرسلت إليها عاريةً مضمونةً مردودةً يا بنت أمير المؤمنين . فقالت : نعم عاريةً مضمونةً مردودةً بعد ثلاثة أيام . فدفعته إليها وإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رآه عليها فعرفه فقال لها : « من أين صار إليك هذا العقد ؟ » فقالت : استعرته من علي بن أبي رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين لأتزين به في العيد ثم أرده . قال : فبعث إليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فجئته ، فقال لي : « أتخون المسلمين يا ابن أبي رافع ؟ » . فقلت له : معاذ الله أن أخون المسلمين . فقال : « كيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم ؟ » .