إكرام الوفود والدبلوماسيين مسألة : ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية إكرام الوفود وتقسيم الجوائز وتوزيع الهدايا بينهم وإن لم يكونوا مسلمين ، وذلك اقتداءً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فإنهما كانا يفعلان ذلك في أيام حكومتيهما ، وقد ذكرنا بعض تفصيل ذلك في المجلد الثاني من كتاب ( ولأول مرة في تاريخ العالم ) . فيما أوصى به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عند وفاته : « أوصيك بحسن الجوار وإكرام الضيف ورحمة المجهود وأصحاب البلاء وصلة الرحم وحب المساكين ومجالستهم » [1] . وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لداود بن سرحان : « يا داود ، إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض ، يقسمها الله حيث يشاء ، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيده ، صدق الحديث وإعطاء السائل والمكافأة بالصنائع وأداء الأمانة وصلة الرحم والتودد إلى الجار والصاحب وقرى الضيف ورأسهن الحياء » [2] . وعن الحسين بن نعيم قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « أتحب إخوانك يا حسين » قلت : نعم ، قال : « تنفع فقراءهم » قلت : نعم ، قال : « أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب الله أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه ، تدعوهم إلى منزلك ؟ » قلت : ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة وأقل وأكثر ، فقال أبو
[1] بحار الأنوار : ج 71 ص 411 ب 30 ح 22 . [2] الأمالي للطوسي : ص 301 المجلس 11 ح 597 .