عبد الله ( عليه السلام ) : « فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم » فقلت : أدعوهم إلى منزلي وأطعمهم طعامي وأسقيهم وأوطئهم رحلي ويكونون علي أفضل منا ، قال : « نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك » [1] . القائد الإسلامي مسألة : ينبغي للقائد الإسلامي رعاية سلوكه وتعامله أكثر من غيره ، وذلك في كل الشؤون ، وفي مختلف الجوانب ، وخاصة في عفوه عن أعدائه وأعداء حكومته مما يعبر عنهم اليوم بالمعارضة ، ولقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأهل بيته الطاهرون ( عليهم السلام ) ، المثل الأعلى في هذا المجال . قال الحسن ( عليه السلام ) لأبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد أن أخذ المسلمون ابن ملجم المرادي ( لعنه الله ) : « هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك ، قال : ففتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة : يا هذا لقد جئت عظيما وارتكبت أمرا عظيما وخطبا جسيما ، أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء ؟ ألم أكن شفيقا عليك ، وآثرتك على غيرك ، وأحسنت إليك وزدت في إعطائك ؟ ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك ، يا لكع وعل أن ترجع عن غيك فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء ؟ قال : فدمعت عينا ابن ملجم لعنه الله تعالى وقال : « يا أمير المؤمنين