استقامة العولمة باستقامة أصحابها مسألة : إن المسلمين يتميزون عن غيرهم بالعدالة ، فقد أمرهم الله تعالى بذلك في كتابه الكريم ، حيث يقول : * ( إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ وإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ، ويَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) * [1] ، وذلك ليس في السلوك فحسب بل في الفكر أيضاً ، فلا ينبغي بعد أن أمرنا الله بهذه الصفة الإنسانية ، وميزنا بهذه الميزة الحضارية أن نرجع إلى الأعقاب وأن نكون كالذين وصفهم الله تعالى في القرآن الحكيم بأنهم أشدّ كفراً ونفاقاً ، ولا ينبغي أن ينطبق علينا شيء من تلكم المواصفات غير العادلة والخارجة عن السلوك الإسلامي والإنساني . إنما لا نريد ذلك لأن الله تعالى أراد لنا أن نكون شموليين ، خارجين عن ضيق الفردية والأنانية ، ناظرين برحابة صدر وسعة باع إلى العالم كله ، متفكرين في إصلاحه وإسعاده . كما أراد الله تعالى للإسلام وعولمته الشمول والاستيعاب ، فقد قال سبحانه : * ( وإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) * [2] . وقال عز وجل : * ( وجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ) * [3] . وقال تعالى : * ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) * [4] . هذا وإذا أمعنا النظر في العلاقة بين العولمة الاقتصادية والبلدان الإسلامية ،
[1] سورة النحل : 90 . [2] سورة المؤمنون : 52 . [3] سورة الحجرات : 13 . [4] سورة الحجرات : 10 .