بصير [1] قال : » قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ؟ ) قال : يخرج ويمشي إن لم يكن عنده ما يركب ، قلت : لا يقدر على المشي ؟ قال : يمشي ويركب ، قلت : لا يقدر على ذلك أعني المشي ؟ قال : يخدم القوم ويخرج معهم » . وروى في الفقيه نحوه عن علي ، عن أبي بصير فهما رواية واحدة ، وما في تفسير العياشي [2] عن أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ( أبي جعفر ( عليه السلام ) ) قال : » قلت له : رجل عرض عليه الحج فاستحيى أن يقبله أهو ممن يستطيع الحج ؟ قال : نعم ، مُره فلا يستحيي ، ولو على حمار أبتر ، وإن كان يستطيع أن يمشي بعضاً ويركب بعضاً فليفعل » . [3] واحتمال كون هذا الحديث وحديث الفقيه والتهذيبين واحداً ليس ببعيد ، لولا
[1] ليث بن البختري من أوتاد الأرض من الخامسة . [2] أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، من التاسعة ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، كان أول أمره عامي المذهب ، وسمع حديث العامة فأكثر ، ثم تبصر وعاد إلينا أنفق على العلم والحديث تركة أبيه سائرها وكانت ثلاثة مأة ألف دينار ، وكان داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أوقار ، وقال ابن النديم : إنه من فقهاء الشيعة أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم ، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن ، وهو المؤلف لما يزيد على مأتي كتاب ، منها التفسير المعروف بالتفسير العياشي الموجود المطبوع نصفه الأول إلى آخر سورة الكهف ، محذوف الأسانيد . قال المجلسي - ( قدس سره ) - : رأيت منه نسختين قديمتين لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار ، وذكر في أوله عذراً هو أشنع من جريمته . [3] تفسير العياشي : 1 / 192 رقم 114 - الوسائل ب 10 من أبواب وجوب الحج ح 9 .