نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 5
ومهما شككت ، فإني على يقين بأن فائدة الكتاب لا تقاس بما فيه من نظريات وجدال ، وتكديس أقوال ، بل بانتشاره وكثرة قرائه . ان الكتاب ، أيّ كتاب ، ان هو إلَّا قطعة من جماد ، وحياته أن يتحرك ، وينتقل من يد إلى يد ، ويدور ما فيه على الألسن ، وان تعيه القلوب والآذان . ولا وسيلة اليوم لشيء من ذلك إلَّا التيسير والتوضيح . دخلت مرّة كعادتي مكتبة العرفان ببيروت لصاحبها الحاج إبراهيم زين عاصي فرأيت فيها شابا طويلا أشقر ، فقال له الحاج : هذا هو . فأقبل عليّ الشاب بشوق - وهو مستشرق ألماني - وقال لي فيما قال : ما كنا نعرف أن لدى الشيعة فقها ، حتى قرأنا لك كتاب « الفقه على المذاهب الخمسة » . قلت : ان ما كتبته ليس بشيء يذكر ، بالقياس إلى فقه الشيعة . ان فقهاءنا قد استقصوا الشريعة الإسلامية بأصولها وفروعها ، وأحاطوا بها وبكنوزها وإسرارها إحاطة دقيقة من شتى جهاتها ، وتعمقوا بها تعمقا ارتفع بها فوق جميع الشرائع القديمة والحديثة ، وان لهم من المؤلفات فيها ما لا يبلغه الإحصاء ، وهي في متناول كل يد . فقال : نحن نتعلم اللغة العربية ، كلغة أجنبية عنا ، فالأسلوب الحديث على سهولته لا نتفهمه إلَّا بصعوبة ، فكيف بالقديم ؟ . وقد قرأنا ما كتبت ففهمناه ، ومنه عرفنا أن للشيعة فقها ، كما لغيرهم من المذاهب [1] . فصممت منذ اللحظة التي سمعت فيها من هذا المستشرق ما سمعت ان أكتب دورة كاملة في فقه الإمام الصادق عليه السّلام ، العبادات منه والمعاملات ، والأحوال
[1] وقد أوحى إلي قوله هذا ما ذكرته في باب « الخمس » من هذا الكتاب ، وهو أن أفضل مورد يصرف فيه سهم الإمام أن يعين به أستاذه قد يرون ، لإلقاء الدروس والمحاضرات في فقه أهل البيت عليهم السّلام بالجامعات الزمنية الغربية والشرقية .
5
نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 5