نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 253
قطعها وان لم يستغرق سفره اليوم ، ولا يجوز القصر والإفطار لمن قطع دون الثمانية في أقل من يوم . وتسأل : وأي شيء اعتبر الشارع من هذه ؟ هل اعتبر الزمان فقط ، أو المكان فقط ، أو هما معا ، أو أحدهما غير المعين ؟ الجواب : ان من تتبع أخبار أهل البيت عليهم السّلام وآثارهم وجد أن بعضها يحدد السفر بالمساحة والمكان ، فقد روى الفضل بن شاذان أن الإمام الرضا عليه السّلام كتب إلى المأمون : « التقصير في ثمانية فراسخ وما زاد ، وإذا قصرت أفطرت » . وروى محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال : « يجب التقصير في بريدين » . والبريد أربع فراسخ [1] . ومنها ما يدل على التحديد بالزمان ، فقد روى ابن يقطين عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال : « يجب التقصير في مسيرة يوم » . ومنها ما يدل على التحديد بأحدهما ، فقد روى أبو بصير أنّه سأل الإمام الصادق عليه السّلام : في كم يقصر الرجل ؟ قال : « في بياض يوم ، أو بريدين » . والرواية الأولى التي اعتبرت التحديد بالمكان تلازم هذه الرواية ، ولا تنفك بحال ، لأن من قطع ثمانية فراسخ وجب عليه القصر بمنطوق الروايتين . ولا بد من حمل هذه الروايات وما جرى مجراها على معنى واحد ، بحيث يكون هو الأصل والأساس ، وما عداه محمول عليه ومؤول به ، وهذا المعنى الأساسي لا يخلو من واحد من ثلاثة : امّا المكان فقط ، أي ثمانية فراسخ ، وامّا
[1] الفرسخ 5760 مترا ، وعليه تكون الأربعة فراسخ 23 كيلو مترا ، وأربعين مترا ، والثمانية 46 كيلو مترا ، وثمانين مترا - معجم اللغة للشيخ أحمد رضا .
253
نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 253