نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 541
إسم الكتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام ( عدد الصفحات : 584)
قبل البلوغ معارض باحتمال طروئها بعده ، فالأصل تأخّر الطروء ، وأصالة تأخّر البلوغ مع أنّه لا يتم فيما لم يعلم حصول الكرّ تدريجاً لا يقاوم ما ذكرنا من الأُصول ، سيّما مع المعارضة . وقد يستدلّ بأنّ العلَّة للنجاسة هي قلَّة الماء ، وقد زالت ، فيزول معلولها ، لاستحالة انفكاك المعلول عن العلَّة . وفيه : أنّا نمنع اتّحاد علَّة الوجود والبقاء ، فلعلّ العلَّة للبقاء هو أمر معنوي حصل من التنجيس . واستدلّ ابن إدريس [1] بالإجماع ، والعمومات ، مثل * ( لِيُطَهِّرَكُمْ ) * [2] و * ( فَاطَّهَّرُوا ) * [3] وقوله عليه السلام : « إذا بلغ الماء كرّاً لم يحمل خبثاً » [4] بتقريب أنّ معناه لم يظهر فيه خبث ، كما ذكره جماعة من اللغويين . وجوابه منع الإجماع ، وأما العمومات فلا ريب أنّ صحّة الطهارة من الحدث والخبث مشروطة بالطهارة ، وطهارة هذا الماء أوّل الدعوى . وأما المستفاد من مثل « خلق الله الماء طهوراً » [5] و * ( أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً ) * [6] ونحو ذلك ، فليس إلَّا الطهارة بالأصل ، ولا تنافي نجاسته بالعرض ، وهو يقيني . وأما الرواية ، فلم نقف عليها في كتب أصحابنا ، إلَّا ما رواه السيد والشيخ في بعض كتبهم الاستدلاليّة مرسلًا ، واستدلّ بها السيد لأصل عدم انفعال الكرّ بالنجاسة ، وظاهرها أيضاً ذلك .