نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 173
نعم يرد المنع على أنّ اللازم واجب الحصول وإن لم ينوه على الإطلاق ، فإنّه لو اختار الماء البارد أو الحار للوضوء ؛ وكان التبرّد والتسخّن جزء الداعي ، وبسببه حصّل المكلَّف ما يوجبه ، فليس كذلك . نعم يمكن ذلك فيما لو انحصر الماء في البارد مثلًا ، وضمّ إلى قصد التقرب التبرّد أيضاً ، وحينئذٍ فلنفرض النقض بالرياء في نظيره ، ويجاب بما ذكرنا . والحاصل أنّ الأظهر عدم البطلان بهذه الضميمة مطلقاً إذا كان الداعي إلى التقرّب قويّاً بحيث لولاها لفعله جزماً ، والاحتياط مما لا ينبغي تركه . وأما التلذّذ بالماء البارد في أثناء الوضوء ، فلا يضرّ أصلًا . بل الظاهر أنّ السرور برؤية أحد إيّاه في حال العبادة أيضاً لا يبطلها إذا لم يكن الداعي إلى الفعل هو ذلك ، كما في رواية زرارة عن الباقر عليه السلام : عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ، قال : « لا بأس ، ما من أحد إلَّا ويحبّ [1] أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك » [2] . وأما طُران الرياء في الأثناء ، بأن يصير ضميمةً للداعي ، فالظاهر أنه مبطل أيضاً ، وظاهر المفاتيح يوهم خلافه [3] . وبالجملة الرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصمّاء ، ولكن رحمة الله أيضاً أوسع مما بين الأرض والسماء ، حيث سنّ لنا الملَّة السهلة السمحة الحنيفة البيضاء ، وراقب أحوال القاصرين عن نيل ذرى العليا ، من الضعفاء والنساء ، وكلّ ميسّر لما خلق . فلو قلنا ببطلان العبادة بمجرّد السرور في حال العمل باطلاع الغير و [4] جزمنا
[1] في بعض النسخ : ويجب . [2] الكافي 2 : 225 ح 18 ، الوسائل 1 : 55 أبواب مقدّمة العبادات ب 15 ح 1 بتفاوت يسير . [3] المفاتيح 1 : 49 . [4] في « م » : أو .
173
نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 173