نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 166
والندب اخرى فاشترط تخصيصه بأحدهما حيث يكون هو المطلوب ليحصل الامتثال ، ولا يحصل ذلك إلَّا بالنيّة . وفيه : أنّه إن أُريد وجوب تعيّنه وتميّزه حيث يشترك معه [1] فعل آخر في الهيئة مع اختلافهما في الوجه كالنافلة والفريضة فهو كذلك كما أشرنا ، مع أنّه يحتمل المنع فيه أيضاً على القول بالتداخل فيما أمكن ذلك ، كغسل الجنابة والجمعة ، وكالوضوء الواجب والمستحبّ . وإن أُريد أنّ امتثال الأمر الإيجابي لا يحصل إلَّا مع قصد الوجوب وإن لم تتعدد الأوامر ، ولم يشتبه المكلَّف به بشيء آخر ، كغسل الجمعة المتردّد بين الوجوب والاستحباب ، فإنّ المأمور به فيه متّحد ، وكذلك الأمر في نفس الأمر وإن اختلفت فيه الأوامر ظاهراً ، ففيه : أنّ الأصل عدم الاعتبار ، والامتثال يحصل بإيجاد فرد من ذلك الكلَّي المأمور به ، وتصدق في العرف موافقة الأمر بمجرّد فعله امتثالًا ، ولا مدخليّة لقصد الوجوب في تحقّقه في الخارج عرفاً [2] . وأما وجه الوجه ، فالمراد به : اللُّطف الحاصل بالإيجاب في التكاليف العقليّة ، فإنّ امتثال السمعيّات مقرّب لاتباع العقليّات ، مثل نفس بعثة النبيّ صلَّى الله عليه وآله وغيرها ، فإنّها أيضاً لطف ، فالغرض [3] من الإيجاب اللطف ، فاللطف وجه الإيجاب ، أو شكر المنعم على قول بعضهم ، فإنّه وجه الإيجاب وغيره . وأما على مذهب الأشاعرة فلا وجه ، ولا مرجّح . وصرّح المتكلَّمون : بأنّ حسن الفعل واستحقاق فاعله الثواب يتوقّف على فعله للوجه أو لوجهه . فإن كان مرادهم التقرّب والامتثال اللازم لذلك كما هو الظاهر فهو ، وإلَّا فلا وجه له .
[1] في « ز » : مع . [2] عرفاً ليست في « م » . [3] في « م » : في الغرض .
166
نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 166