إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
سلَّمنا لكن من يخاف اللَّه سبحانه كيف يجترىء على شيء محتمل للجميع ولبعض الأفراد مع عدم ما يقيّده من جواز الغناء في القرآن بل استحبابه وجوازه في غيره بل رجحانه ممّا ليس مصاحبا لآلات اللهو مع النهي عنه صريحا في القرآن ومطلقا فيه وفي غيره . [ فذلكة البحث ] وقد تلخّص من ذلك : أنّ مطلق الغناء حرام وهو ما كان غناء عرفا أو ما كان مطربا مع الترجيع وأنّ ما كان غير ذلك لا ينافيه الترجيع وحسن الصوت وتحسينه والحزن والتحزّن والبكاء والتباكي فلا ينظر إلى مجرّد اللفظ المشتمل على حروف الغناء من غير فرق بين معانيه وأنّ الطرب الذي هو الفرح والمسرّة والحركة والشوق ، كما في القاموس [1] ، هو الذي يتحقّق معه الغناء ولا يلزم من كونه يصدق على الحزن أيضا وأنّه وضع له كما وضع لضدّه ، تحقّق الغناء معه . على أنّه قد يحصل الحزن من الغناء بتذكر معشوق ونحوه والحزن الذي يحصل من القرآن إنّما يكون بتدبّر معانيه وأوامره ونواهيه وترغيبه وتهديده ومراعاة فصاحته وبلاغته ونحو ذلك ، والطرب الذي يحصل من الغناء للمغنّي والمستمع هو الحالة التي تحدث للإنسان عند سماع صوت الغناء كما تحدث له عند سماع نغمات العود والطنبور والقصب ونحوها من الملاهي ، وأين هذا من الحزن الحاصل من ترجيع الصوت وتحسينه وتحزينه ليكون ذلك له دخل في الموعظة ودخول في تأثّر القلب والجوارح بقراءته وسماعه ، ويشير إلى هذا قول أمير المؤمنين عليه السّلام : « بيّنه تبيانا ولا تهذّه هذّ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة » . [2]
[1] القاموس المحيط ، ص 140 ، « طرب » . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 1 .