والحزن غناء ، واللحن غناء ، والنغمة غناء ، والطرب غناء ، وكلّ ما فيه حروف الغناء غناء ، وكلّ تغنّ غناء ، وهذه كلَّها جائزة أو مستحبة فكيف يكون هذا المفرد المحلَّى من قبيل « الكرّ » و « البيع » و « الرّبا » ونحو ذلك ؟ وظهر أيضا أنّ ما أفاده من تحقّق الغناء بما ذكر لا يعتبر فيه ما ذكر من تعريف الغناء بقسميه وأنّه انفرد بما سمعته ولم يوافقه عليه أهل حقّ ولا أهل باطل ؛ فانظر إلى هذا التحقيق والفكر الدقيق . ومن الغريب جعله في القرآن مستحبّا مع النهي عنه بخصوصه فيه وأنّ الاحتياط في غيره فالجمع بين الاستحباب والجزم بعدم تحريمه والاحتياط غريب إلَّا أن يكون مراده أنّ الاحتياط في أن لا يقرأ القرآن في مجالس الشرب مع استعمال آلات اللهو حال القراءة من الطنبور والعود ونحوه فيطابق أوّل كلامه وآخره . والعجب أنّه كيف يجتمع نهيه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عن الغناء في القرآن مع ما فيه من التشديد والدعاء على من فعل ذلك بما قد سمعته وأمره بالتغنّي بالقرآن على وجه التشديد وأنّ من لم يفعل ذلك فليس منه ونسبة هذا الأمر الشنيع إليه عليه السّلام لا تصدر عمّن يعرف قدره . ومن العجب تصور كون المغنّي والمغنّية لا تتحقّقان إلَّا في من كان يستصحب آلات اللهو والطرب في غنائه وهذا إنكار للبديهي ونفي لفائدة تحريم الغناء من غير تقييد وأنّ غناء القرآن المحرّم لا يحصل إلَّا مع مصاحبة آلات اللهو . فما أخبر عليه السّلام به إلى الآن ما وقع إلَّا أن يلتزم بأنّ ذلك يكون في ما يأتي . [ تحقيق معنى المفرد المحلَّى بأل ] إذا تقرر هذا فلنرجع إلى تحقيق معنى المفرد المحلَّى ، فنقول : إنّ المطلق في مثله يرجع إلى معنى العموم كما حقّقه جدي طاب ثراه في غير موضع من شرح اللمعة وغيره وأوضحت ذلك في بعض التعليقات . وقال جدّي