responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 91


صاحب هذا التوجيه استدلّ على ما ذكره بحديث ابن السائب » ولو كان واحدا لنقله أبو عبيد والسيّد بتمامه فلا وجه لخلط هذا بذاك خصوصا مع اختلاف الحديثين فإنّ في حديث ابن السائب : « فمن لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا » وحديث أبي عبيد : « ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن » فما قيل إنّ السيّد أسقط أوّل الحديث نظرا إلى حديث ابن السائب تخليط وبهت على مثل هذين الفاضلين وجعله دليلا على جواز الغناء في القرآن لوقوعه بعد قوله عليه السّلام : « إنّ هذا القرآن نزل بالحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا » [1] غريب فإنّ الحزن والبكاء والتباكي أيّ دلالة فيها على الغناء ؟
[ وجه آخر ] ويخطر بالبال وجه غير ما اختاره السيّد رحمه اللَّه ونقله وهو : أنّ صيغة تفعّل تستعمل كثيرا في تكلَّف الشيء نحو « تكلَّف » و « تحلَّم » و « تجهّل » إذا لم يكن به حلم وجهل ، ومثله كثير فالتغنّي فيه تكليف النفس بما يشبه الغناء من جهة التحسين والترجيع اللذين ليسا من باب تحسين الغناء وترجيعه فهو يكلَّف نفسه بشيء يشبه الغناء ولا بعد في إرادة مثل هذا التكليف كما في الأمر بتحسين الصوت وإن لم يكن صوته حسنا والأمر بالتباكي عند قراءته إذا لم يتيسّر البكاء .
وليت شعري لو أريد الغناء في القرآن فما المانع من قوله عليه السّلام : « ليس منّا من لم يغنّ بالقرآن » ليكون هذا دالَّا صريحا على أنّ المراد الغناء المتعارف المنهي عنه وإن فسد من حيث كونه مناقضا للنهي عن الغناء في القرآن صريحا في حديث « اقرؤوا القرآن » بل في ذكر التغنّي دون الغناء تنبيه لمن تنبّه على أنّ هذا التغنّي غير الغناء المنهيّ عنه فلا يتوهّم خلافه وهذا يجري في غير معنى التكلَّف أيضا وهو وجه لطيف دقيق ينبغي فهمه لئلَّا يتوهّم منه تكلَّف تحصيل الغناء .



[1] مجمع البيان ، ج 1 ، ص 16 .

91

نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست