الصوت والترجيع كما في التوجيه الآخر فإنّ فيه ما يوهم الغناء مع إرادة ما ليس بغناء بخلاف جوابه وجواب أبي عبيد فإنّهما أحسن لأنّه ليس فيهما شائبة توهم الغناء بوجه فالسيّد رحمه اللَّه لا دلالة في كلامه على جواز الغناء في القرآن وغيره بوجه من الوجوه ليكون مؤيّدا لهذا الفهم الثاقب والسليقة المستقيمة بل هو دالّ على خلاف ذلك دلالة واضحة . اللَّهمّ إلَّا أن يكون استنبط ذلك من الأشعار العربيّة لربطه بكلّ شيء . ومن المعلوم أنّ السيّد رحمه اللَّه لا يعمل بالخبر الصحيح إذا كان خبر واحد فكيف بخبر واحد عامي ! وليس كتابه هذا موضوعا للفتاوي بل لتأويلات ينقلها في خبر أو آية أو نحو ذلك ثمّ يذكر ما يخطر له من التأويل فأيّ دلالة على ميله إلى جواز الغناء في القرآن وغيره واستحبابه وليس الخبر متواترا ولا مجمعا عليه ، ولو تواتر أو أجمع على نقله أيّ إجماع على مدلوله مع نقل الخلاف المذكور والاتّفاق على تحريم الغناء ؟ بل في قوله : « في ما يروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » ما يشعر بعدم الاعتماد عليه وما دلّ على تحريم مطلق الغناء من غير مقيّد مع الخلاف في تأويله كيف يتصوّر فيه إجماع ؟ « فقد أضاء الصبح لذي عينين » وإذا حرم الغناء في غير القرآن كان تحريمه فيه أولى مع النهي عن الغناء فيه بخصوصه المشتمل على نهاية الزجر بالدعاء على فاعله بقلب قلبه وقلب من يعجبه شأنهم ويكون قلوبهم مفتونة وقلوب الذين يعجبهم شأنهم أو الإخبار عن حالهم . ولقد أثّر دعاؤه عليه السّلام فيمن فهم غير هذا فإنّ فهمه لا يصدر إلَّا عن مقلوب القلب أو مفتونه ممّن يعجبه شأنهم . [ عدم اتحاد الحديثين اللذين نقلهما السيّد ] واعلم أنّ ما حكاه السيّد رحمه اللَّه عن أبي عبيد وهو قوله عليه السّلام : « ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن » حديث مستقلّ وحديث ابن السائب حديث آخر بدليل قوله : « إنّ