عمران يقوم بها في آخر الليل » والصعلوك : الفقير . واحتجّ بحديث آخر يروى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وهو أنّه قال : « لا ينبغي لحامل القرآن أن يظنّ أنّ أحدا أعطي أفضل ممّا أعطي لأنّه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أفضل ممّا ملكه » . واحتجّ أيضا بخبر يرفعه عن عبد اللَّه بن نهيك أنّه دخل على سعد في بيته فإذا مثال رثّ ومتاع رثّ فقال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن » قال أبو عبيد فذكره المتاع الرثّ والمثال الرثّ يدلّ على أنّ التغنّي بالقرآن الاستغناء به عن الكثير من المال و « المثال » الفراش ، قال الشاعر : < شعر > بكلّ طوال الساعدين كأنّما يرى بسرى الليل المثال الممهدا < / شعر > يعني الفراش . قال أبو عبيد : ولو كان معناه الترجيع لعظمت المحنة علينا بذلك إذا كان من لم يرجّع بالقرآن ليس منه عليه السّلام . أقول : وبهذا المعنى فسّره ابن الأثير [1] ونقله في مجمع البيان [2] . وفي القاموس : تغنيت : استغنيت [3] وفي الكافي : « من قرأ القرآن فهو غنيّ ولا فقر بعده » [4] وفي مجمع البيان عنه صلَّى اللَّه عليه وآله : « القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده » [5] وعنه عليه السّلام : « لا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أحدا من أهل الأرض أغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها » [6] وعنه عليه السّلام : « من قرأ سورة آل عمران فهو غنيّ » [7] أي مستغن ، فهذه
[1] النهاية ، ج 3 ، ص 391 ، « غني » . [2] مجمع البيان ، ج 1 ، ص 16 . [3] القاموس المحيط ، ص 1701 ، « غنى » . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 605 ، باب فضل حامل القرآن ، ح 8 . [5] مجمع البيان ، ج 1 ، ص 15 . [6] مجمع البيان ، ج 1 ، ص 16 . [7] الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، ج 2 ، ص 2 .