responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 81


والإنسان يجد من نفسه أنّه إذا قرأ أو سمع مرثية وكان ذلك بتأدية تناسب المقام حصل له من ذلك تأثّر لم يحصل من القراءة على غير ذلك الوجه ، بل ربما نفرت نفسه من سماع ذلك بالكليّة ، ونحوه ما لو قرأ مدحا أو فخرا أو غزلا أو هجاء فإنّ كلا من ذلك له تأدية خاصّة يتوجّه معها السمع والقلب وينفران منها إذا وقعت على خلاف ذلك فيزيد بذلك المقصود منه ، والقرآن لمّا كان يناسبه الحزن أو التحزن والبكاء أو التباكي لما هو مشتمل عليه من المعاني التي تقتضي ذلك كان حسن الصوت والحزن ممّا يزيد التأثّر بقراءته وسماعه ، ونحو هذا ما يطلبه السائل ممّن هو عالي المقام فإنّه يناسبه تأدية تبعث المسؤول على الرقّة والرحمة ، وكلام الملوك ونحوهم لمن دونهم فإنّ له مقامات :
منها : الإتيان بما يوقع في قلوبهم الهيبة والخوف .
ومنها : ما يقتضي العطف والرحمة للسائل وعليه ، وإتيانه بما يقتضي زيادة الاستعطاف وقس على هذا مخاطبة كلّ ما يناسبه كالسيد للعبد وعكسه والوالد لولده وعكسه والصديق لصديقه . فظهر أنّ حسن التأدية له دخل في المطلوب وتلاوة كلامه تعالى يناسبها الإتيان بما يوقع معانيها في قلب القارئ والمستمع فالحزن يبعث على قبولها أشدّ القبول ، فبالحسن والحزن والبكاء ينكسر قلب العبد لمولاه ويبعد عن الغرور ونحوه ممّا لا يناسب كلام المولى العظيم الشأن ، ولذلك ترى من يعتني بشأن أحد يحكي عنه وينطق بما يقتضي جلب القلوب إليه ولو حكاه بهيئة غير ما يناسبه لنفرت النفوس عنه وهذا باب واسع . . .
إذا فهم هذا فما هذا شأنه لا يكون غناء فإنّ الغناء إن أريد به ما كان غناء عرفا كما هو التحقيق فليس شيء من قراءة القرآن مع حسن الصوت أو تحسينه والحزن والبكاء والتباكي بغناء عرفا ما لم يكن بلحون أهل الفسق مع الترجيع المعهود في الغناء ونحوه . والحديث شاهد صدق على أنّ الغناء في القرآن ما كان بهذه اللحون وأنّ ما لم يكن كذلك ليس بغناء وعلى تقدير تفسير الغناء بالترجيع

81

نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست