وعن القاموس : « لَحَّن في قراءته : طرَّب » [1] وفسَّر التغريدَ بالتطرب في الصوت [2] والتطرّب بخفَّةٍ تصيبُ الإنسان لشدَّة حزن أو سرور [3] ومثله عن المجمل لابن فارس . [4] وعن الزمخشري : « خفّة من سرور أو حزنٍ والترجيع بالترديد في الحلق » [5] . وعن الصحاح بزيادة التغريد بالصوت . [6] وعن بعض الأصحاب وغيرهم الرجوع إلى العرف . [7] بل يمكن دعوى الشهرة ، وهو الظاهر لعدم كونه من الألفاظ المنقولة شرعاً بل هو من الألفاظ التي له معنى واحد في جميع الأزمنة بل يمكن دعوى الاتّفاق عليه وأنّ منشأ الاختلاف فيه إنّما هو في تشخيص المعنى العرفي والتسامح إنّما هو في التعبير ولم أظُنّ أنّ أحداً من الأصحاب قائل بحرمة قسمٍ خاصّ من الصوت وإن لم يصدق عليه أنّه غناء عرفاً ؛ للأصل وعدم الدليل الدالّ على حرمة نوعٍ خاصّ من الصوت وإن لم يسمّ في العرف غناء . والحاصل أنّه لا دليل على حرمة الإتيان بالصوت المَمدود المشتمل على الترجيع المُطرِب الذي لم يُسَمَّ غناءً في العرف سوى تفسير جماعةٍ من الأصحاب [8] وهو بنفسه لا يكون حجّة ما لم يبلغ حدّ الإجماع ، وفي بلوغه الحدّ المزبور محلّ تأمُّل وشبهة بل ولا الشهرة ، ونقل ادّعائها في المَجمع [9] معارض بتفسير جماعة ذلك بما
[1] القاموس المحيط ، ص 1587 ، « لحن » . [2] القاموس المحيط ، ص 388 ، « غرد » . [3] القاموس المحيط ، ص 140 ، « طرب » لا يخفى أنّ هذا التعريف لابن الفارس في مجمل اللغة وجاء في القاموس مثله . [4] مجمل اللغة ، ج 3 ، ص 596 ، « غرد » . [5] أساس البلاغة ، ص 277 و 156 . [6] الصحاح ، ص 2193 . [7] جواهر الكلام ، ج 22 ، ص 46 . [8] كالعلَّامة في التحرير والمحقّق في الشرائع والشهيد في الدروس والمحقّق الثاني في جامع المقاصد . [9] مجمع الفائدة والبرهان ، ج 8 ، ص 59 .