على كمال حسن صوت النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو كون [1] كلّ نبيّ حسن الصوت [2] ، أو كون علي ابن الحسين وأبي جعفر عليهم السلام أحسن الناس صوتاً بالقرآن [3] وكون حُسن صوت أوّلهما بحيث كان يصعق سامعه أحياناً . ومثل ما اشتمل على الأمر بتحسين الصوت وتزيينه بالقرآن [4] ، أو كون الصوت الحسن حلية [5] أو نعمة ، ولا يحسن الصوت إلَّا بالتغني . ولقد أبسط المقال في بيان ذلك السيّد الفاضل طاب ثراه في رسالته ، ومرجع ما أفاده في هذا الشأن إلى دليل عقلي ونقلي . تقرير الأوّل أنّ حسن النغمة وقبحها جودة تأليف أصواتٍ عديدة اشتملتْ عليها ورداءته ، ولا يتعدّد الصوت إلَّا بالترجيع ؛ فإنّه ما دام مستقيماً واحد وإن طال ، فإن وقع فيه ترجيع صار اثنين ، وإن وقع ترجيعان صار ثلاثة وهكذا ، كما أنّ الحركة ما دام على استقامتها واحدة وإذا انعطفت أو رجعت تعدّدت ، فالنغمة الحسنة مترجّعة ويلزمها حينئذٍ الإطراب ، وليس الغناء في اللغة إلَّا هذه . والثاني تعليل أبي جعفر عليه السلام في رواية أبي بصير أمره بترجيع الصوت بالقرآن بحُبّ الله عزّ وجلّ الصوتَ الحسن [6] ، وهو كاشف عن اتّحاد الحسن والصوت المرجّع ؛ لعدم استقامته بدونه ولا ينفكّ الطرب عن الصوت الموصوف بالحسن والترجيع .
[1] نقل في الهامش مطالب بقدر ثلاث صفحات من رسالة « إيقاظ النائمين » تبدأ من قوله : « قال السيد الماجد طاب ثراه في رسالة الغناء مسألة فلسفية : إنّ أنواع مدركات البصر وتختم بقوله : « والخلط بين العرف الطارىء واللغة حمله على هذا التأويل . انتهى جل كلامه المربوط في المقام » راجع رسالة إيقاظ النائمين في هذه المجموعة . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 10 . [3] المصدر ، ح 11 . [4] المصدر في نفس ذلك الباب . [5] المصدر ، ص 615 ، ح 9 . [6] المصدر ، ص 616 ، ح 13 .