اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتِها وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين وسيجئ قوم من بعدي يرجِّعون بالقرآن ترجيعَ الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم . [1] ولمّا أورد رواية عبد الرحمان عقّبها بنقل ما ذكره العلماء فيها من تأويل التغنّي به بالاستغناء به أو تزيين الصوت وتحزينه مؤذناً بإجماع العلماء على إرادة الحقيقة . ومنها أنّ جملة من الروايات تدلّ على جواز تحزين الصوت في القرآن أو مطلقاً ، بل استحبابه كذلك مع عدم تحقّق التحزين بدون الغناء في الجملة . [ منها ] المرويّ في الصحيح عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن » . [2] والمرويّ عن حفص قال : ما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر عليهما السلام ولا أرجى للناس منه وكانت قراءته حُزناً وإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنساناً . [3] وعن عبد الله بن سنان ، عنه عليه السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام : إذا وقفتَ بين يديّ فقف موقف الذّليل الفقير وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين . [4] وعن موسى النميري قال : جئت إلى باب أبي جعفر عليه السلام لأستاذن عليه
[1] المصدر ؛ الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 3 . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 2 . [3] بحار الأنوار ، ج 48 ، ص 111 . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 6 .