القمّي رحمه الله [1] عن ابن عباس رضي الله عنه وقد تقدّما . وقريب منه التغنّي بالذكر والدعاء والمناجاة ومراثي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . وإن كان مُلْهياً مهيّجاً للشهوات ولم يكن المقصود به مجرّد اللعب [2] والتلهي ، فما في الزّفاف منه قد عرف حاله ممّا سلف ، وتِلاوة القرآن به حرام كما يستفاد من كلمات معظم الأصحاب رضوان الله عليهم ، ولم يظهر من أحد منهم فيه خلاف بل يمكن دعوى اتّفاقهم عليه ؛ بل في الرياض [3] عن بعض المشايخ التصريح بالإجماع على حرمة التغني بالقرآن مطلقاً فهو الحجّة ؛ مضافاً إلى ما مرَّ من الأدلَّة على تحريم الغناء مطلقاً أو غناء يبعث على المعاصي أو التغنّي بالقرآن أو قراءَته بلحون أهل الكبائر ، فبها تتقيّد رواية أبي بصير المتقدّمة الآمرة بترجيعه صوته بالقرآن المعلَّلة بأنّ الله يحبّ الصوت الحسن المرجّع به ترجيعاً . [4] ورواية عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « لكلّ شيء حلية ، وحلية القرآن الصوت الحسن » . [5] ورواية حسن بن عبد الله التميمي ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « حسِّنوا القرآن بأصواتكم ؛ فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً » . [6] ورواية أبي بصير ،
[1] عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إنّ من أشراط الساعة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات إلى أن قال : فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله فيتخذونه مزامير ويكون أقوام يتفقهون لغير الله ويكثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن إلى أن قال : فأولئك يدعون في ملكوت السماوات بالأرجاس الأنجاس » . ( منه ) . [2] بمجرّد التلهي بأن يتغنى بالفضائل وآداب التبعّل والتعويذات ، مع أنّ إرادة تزيين العروس وتحسينها كافية في عدم قصد التلهي . ( منه ) . [3] أي رياض المسائل ، شرح النافع المعروف بالشرح الكبير من تأليف السيد الجليل ، والبدل النبيل ، البحر الزخار الذي يكفي عن بيان فضائله وجلالته غاية الاشتهار السيد علي الطباطبائي الحائري أعلى الله في الخلد مقامه وزاد عليه بركاته وإكرامه . ( منه ) . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 13 وفيه : « يرجع فيه ترجيعاً » . [5] المصدر ، ح 9 . [6] وعن دارم بن قبيصة ، عن الرضا عن آبائه عليهم السلام مثله . ( منه ) .