عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : * ( « وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا » ) * [1] قال : « هو أن تمكث فيه وتحسن به صوتك » [2] ورواية علقمة بن قيس ، قال : كنت حسن الصوت بالقرآن فكان عبد الله بن مسعود يرسل إليّ فأقرأ عليه ، فإذا فرغتُ من قراءتي قال زِدنا من هذا فداك أبي وامّي ؛ فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « إنّ حسن الصوت زينة للقرآن » . [3] ورواية البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « زيّنوا القرآن بأصواتكم » . [4] مع أنّها جميعاً في الضعف مشتركة ، ولِما مرَّ من وجوه التّحريم غير متكافئة .
وأمّا ما رواه في المجمع ، عن عبد الرحمان بن السائب قال قدم علينا سعد بن أبي وقّاص فأتيته مسلِّماً عليه فقال مرحباً يا ابن أخي ، بلغني أنّك حسن الصوت بالقرآن . قلت : نعم والحمد لله ، قال : فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « إنّ القرآن نزل بالحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنّوا به ، فمن لم يتغنَّ بالقرآن فليس منّا » . [5] فالتغنّي بالقرآن الذي أمر صلى الله عليه وآله وسلم به وتبرّأ عن تاركه فيه غير شامل لما نحن

[1] المزمل ( 73 ) : 4 .
[2] تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص 447 ، ح 10 .
[3] رواها في مجمع البيان . ( منه ) . مجمع البيان ، ج 1 ، المقدّمة ، الفن السابع ، ص 16 .
[4] المصدر ؛ أمالي السيّد المرتضى ، ج 1 ، ص 32 .
[5] المصدر . ومثله ظاهر المروي في معاني الأخبار مرسلًا عنه ؛ قال الصدوق رضوان الله عليه في الكتاب المذكور : « قال صلى الله عليه وآله وسلم : ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن ثمّ قال : ومعناه ليس منا من لم يستغن به ولا يذهب به إلى الصواب وقد روي أنّ من قرأ القرآن فهو غني لا فقر بعده ، وروي : أنّ من أعطي القرآن فظن أنّ أحداً أعطي أكثر ممّا أعطي فقد عظم صغيراً أو صغر كبيراً ، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أحداً في الأرض أغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها ثمّ قال : لو كان كما يقوله قوم أنّه الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت المصيبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقرآن فليس من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : ليس منّا من لم يتغن بالقرآن » انتهى كلام الصدوق رضي الله عنه في معاني الأخبار . ( منه عفي عنه ) .

763