استخفاف به واتّخاذه هزواً [1] ، بل كاد أن يكون من أسباب الارتداد إذا صدر من مسلم ، ولا أظنّ أحداً [2] يرتاب في حرمته . وإن أردتَ الحجّةَ فالإجماع ، بل الضّرورة ، ثمّ الإطلاق والعموم من الكتاب والسنّة ، مضافاً إلى أخبار خاصّةٍ ، منها : المروي في العيون بأسانيدَ ثلاثة عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّي أخاف عليكم استخفافاً في الدين وبيع الحكم وقطيعة الرّحم وأن تتّخذوا القرآنَ مزامير [3] ، وتقدّمون أحدَكم وليس بأفضلكم في الدّين . [4] وخبر عبد الله بن سنان المتّفِق على روايته الفريقان ؛ [5] والمرويّ في تفسير
[1] في الهامش : « كإسماع سورة بصوت آلات اللهو » . [2] صاحب الكفاية مع كمال سعيه في إثبات جواز التغني بالقرآن قال بعد ذكر ما ورد في هذا الشأن : « وحينئذٍ نقول : يمكن الجمع بين هذه الأخبار والأخبار الكثيرة الدالَّة على تحريم الغناء بوجهين أحدهما تخصيص تلك الأخبار بما عدا القرآن وحمل ما يدل على ذم التغنّي بالقرآن على قراءةٍ تكون على سبيل اللهو كما يصنعُه الفساق في غنائهم » وذاك السيد الفاضل الكاشاني برد الله مضجعه مع تجاوز حرصه على إثبات إباحة الغناء الغاية وتعدّيه النهاية قال بعد ذكر أخبارٍ زعمها دالَّةً على جواز التغني بالقرآن : « بل كونه ديدن الأئمّة صلوات الله عليهم فيصدق على قراءتهم الغناء بالمعنى اللغوي أعني الصوت المرجع المطرب ثمّ قال : وأمّا الغناء بالمعنى العرفي الطارىء بمعنى الألحان والنغمات الملهية المهيجة للشهوات المزيّنة للسيئات التي تزينها التصدية وضرب الدفوف وتتصدا القينات لجذب الفساق من الرّجال إلى أنفسهن فلا يجوز التغني بها مطلقاً فضلًا عن تغني القرآن بها ونهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام مختص بهذا النحو من القرآن وهذا النوع من الغناء هو الَّذي صار إطلاق الغناء عليه حقيقة عرفية ثمّ قال : ولينصف المنصف أنّ قراءة القرآن بالألحان الملهية المعروفة بالتصانيف في زماننا المقواة بضرب الدفوف والرقص المزينة بسائر آلات اللهو المهيجة للشهوات وبالمقام المسمى بالرهاوي ، المورث للحزن والبكاء هل هما سيان ؟ » انتهى ما أردت ذكره من عبارته طاب ثراه . ( منه ) . [3] بأن تجعلوه آلة للتغني كالمزمار . ( منه ) . [4] وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 307 ، ح 18 . [5] عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسوق والكبائر فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة وقلوب الذين يعجبهم شأنهم » ويروى على وجوه أخر مختلف العبائر . ( منه عفي عنه ) .