الزّنى ؛ إذ لعلّ المراد به كونه محرّكاً للشّهوة ولم يثبت كون المعهود من غناء المغنّيات في عهودهم عليهم السلام هو المقترن باستعمال الملاهي ودخول أجانب الرّجال عليهنّ خاصّة ، بل دلَّت الأخبار على شيوع تغنّيهنّ في زفّ العرائس بدونهما أيضاً في أزمنتهم عليهم السلام . ولو ثبت فهو غير قادح فيما أفاد منها العموم بالجمع المحلَّى باللام ، أو ترك الاستفصال ، فظهر شمولها جميعاً لجميع أفراد الغناء إلَّا ما أخرجه الدّليل كما هو ظاهر أساطين الأصحاب رضي الله عنهم ؛ وضعف جملةٍ منها أو إرسال أخرى مجبور بالعمل . ويدل على تحريم كلِّ غناءٍ مهيِّجٍ للشهوات باعثٍ على المعاصي ما رُوي عن تفسير الإمام عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويلٍ ذكر فيه : أنّ الله عزّ وجلّ إذا كان أوّل يوم من شعبان أمر بأبواب الجنّة فتفتح ويأمر شجرة طوبى فتَطْلُع أغصانها على هذه الدنيا ، ثمّ يأمر بأبواب النار فتفتح ويأمر شجرة الزقّوم فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ثمّ ينادي منادي ربِنا عزّ وجلّ : يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى فتمسّكوا بها ترفعكم إلى الجنّة وهذه أغصان شجرة الزقّوم فإيّاكم وإيّاها ، ولا تقودنّكم إلى الجحيم ثمّ ذكر أنّ من تعاطى باباً من الشّر والعصيان في هذا اليوم فقد تعلَّق فيه بغصن من أغصان شجرة الزقّوم فهو مؤدّيه إلى النار . قال صلى الله عليه وآله وسلم في جملته : « ومن تغنّى بغناءٍ حرامٍ يبعث فيه على المعاصي فقد تعلَّق بغصن منه » . قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « يبعث فيه على المعاصي » بيان للحرام منه وظاهر البعث عليها تهييج شهوة النّفس لها لا نفس الإيقاع فيها ، وهو المناسب للمقام كما لا يخفى .