من بني عبد الله [1] بن قصيّ وكان النضر راوية لأحاديث النّاس وأشعارهم . فإنّ حاصله تفسير * ( « لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * بالحكايات الملهية عمّا يعنى وفضول الكلام الَّتي لا تلازم بينها وبين الغناء وتخصيص الموصول بالنضر . ويوافقه المحكي في الكشّاف [2] والجوامع [3] عن قائل أنّها نزلت في النضر بن الحارث وكان يتّجر إلى فارس فيشتري كتب الأعاجم ( أي المشتملة منها على سير ملوكهم وأحاديث حروبهم ) فيحدِّثُ بها قريشاً ( ليشتغلوا بها عن استماع القرآن ) . وفي الأوّل : وعن آخر أنّه كان يشتري المغنّيات فلا يظفر بأحدٍ يريد الإسلام إلَّا انطلق به إلى قينته فيقول : أطعميه وأسقيه وغنّيه ، ويقول هذا خير ممّا يدعوك إليه محمّد من الصّلاة والصّيام وأن تقاتل بين يديه . وبعد ثبوت كون المراد بلهو الحديث فيها هو الغناء مطلقاً فغايتها الدلالة على تحريم اشترائه للإضلال عن سبيل الله مع اتّخاذها هزواً ، وهو ممّا لا يرتاب فيه . وأمّا الثالثة فلعدم إفادتها [4] غير فضل في الترك [5] ، ومع تسليم إفادة التحريم فظاهرها الكذب في الشهادة [6] وما ورد في التفسير بالغناء أو الأعم معارض بما رواه الصدوق رحمه الله في العيون في الحسن عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الرضا ، عن أبيه ، عن علي بن موسى الرّضا عليهم السلام قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول دخل عمرو بن
[1] « عبد الدار » خ ل . [2] الكشاف ، ج 3 ، ص 490 . [3] جوامع الجامع ، ص 363 ، الطبعة الحجرية . [4] « دلالتها » ( خ ل ) . [5] أي ترك شهادة الزور . ( منه ) . [6] لا الغناء أو ما يعمّه . ( منه ) .