عُبَيْد البصري على أبي عبد الله عليه السلام فلمّا سلَّم وجلس عنده تلا هذه الآية قول الله عزّ وجلّ : * ( « الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثْمِ » ) * ثمّ أمسك فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « ما أمْسكَتْكَ ؟ قال : احبُّ أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزّ وجلّ فقال : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائرِ الشركُ بالله ِ » إلى أن قال عليه السلام : « وشهادة الزّور ، وكتمان الشهادة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : * ( « وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ » ) * الآية ويقول : * ( « وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّه ُ آثِمٌ قَلْبُه ُ » ) * الحديث . [1] والتعدد [2] يقابله اللغة [3] ويحتمل اللفظ غير المذكور . وأمّا الأخيرتان فلأنّ معنى اللغو الباطل وكلّ ما ينبغي أن يلقى ويطرح ، فلا يندرج فيها من الغناء إلَّا المشتمل على أباطيل الأقوال ، ولا يستفاد من الرّوايات المتعلَّقة بهما دخول الأزيد ، مع أنّ عدم دلالتهما على وجوب الاعراض عنه [4] ظاهر جدّاً ، وردّت [5] الآثار حتى الواردة في متعلقاته بما محصّله مع نصرةٍ منّي بإضافة ما لقائل أن يقوله : أنّ شيئاً من عدم أمن الفجيعة [6] ، وعدم إجابة الدّعوة ، وعدم دخول المَلَك في بيته ، أو كونه عُشّ النّفاق [7] أو مورثه ومعقّب [8] الفقر [9] ، أو ضرب شيطانين مبعوثين على منكبي من يرفع صوتَه به بأعقابهما على صدره [10] ، أو
[1] عيون أخبار الرضا ، ج 1 ، ص 585581 ، الباب 28 ، ح 32 . [2] في الهامش : « في أحد الطرفين » . [3] في الهامش : « أي موافقة اللغة في الطرف الآخر » . [4] لأنّ غايتها الدلالة على كون الاعراض عنه مرضياً عند الله سبحانه وهذا غير مختصّ بالواجبات مع أنّ اللغو صادق في الظاهر على المباح الخالي عن الفائدة إن لم يخصّ به والاجتناب عنه غير لازم قطعاً . قال الجوهري : « لَغا يلغُو لَغْواً ، أي قال باطلًا . ( منه ) ، الصحاح ، ص 2483 ، « لغا » . [5] الرادّ شيخنا طاب ثراه في مستند الشيعة ، ولم أعثر ممّن تقدم عليه على ردّها على هذا الوجه ، نعم ربما قيل في بعضها إنّه غير صريح في التحريم . ( منه ) . [6] كما في صحيحة زيد الشحّام . ( منه ) راجع : الكافي ، ج 6 ، ص 433 ، باب الغناء ، ح 15 . [7] كما في رواية أبي اسامة ( منه ) الكافي ، ج 6 ، ص 431 ، باب الغناء ، ح 2 . [8] كما في رواية الحسن بن هارون ( منه ) الخصال ، ج 1 ، ص 24 ، باب الواحد ، ح 84 . [9] في هامش بعض النسخ : « أو شرّ الأصوات كما في مرسلة المقنع » . [10] كما رواه في جامع الأخبار عن أبي أمامة . ( منه ) .