أبي عبد الله عليه السلام قال : سئل عن الغناء وأنا حاضر فقال : « لا تدخلوا بيوتاً الله معرض عن أهلها » . [1] ومنها المروي في المقنع مرسلًا عنه عليه السلام أنّه قال : « شرّ الأصوات الغناء » . [2] ومنها ما رواه في الكافي ، عن يونس ، قال : سألت الخراساني عليه السلام قلت : إنّ العبّاسي ذكر أنّك ترخِّص في الغناء ، فقال : كذب الزنديق ، ما هكذا قلت له سألني عن الغناء ، فقلت له : إنّ رجلًا أتى أبا جعفر عليه السلام فسأله عن الغناء ، فقال : يا فلان إذا مَيَّز الله بين الحقّ والباطل فأنّى يكون الغناء ؟ فقال : مع الباطل فقال : قد حكمت . [3] وهذا مذكور في جملة من كتب الحديث . [4]
[1] الكافي ، ج 6 ، ص 434 ، باب الغناء ، ح 18 . [2] المقنع ، ص 456 . [3] الكافي ، ج 6 ، ص 435 ، باب الغناء ، ح 25 . [4] فقد رواه الصدوق في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني ( بالمعجمة ) كما في خلاصة الأقوال ، وهو ثقة ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن الريّان بن صلت ، وهما ثقتان أيضاً قال : سألتُ الرضا عليه السلام يوماً بخراسان ، فقلت : يا سيّدي ! إنّ هشام بن إبراهيمَ العبّاسي حكى عنك أنّك رخّصت له في استماع الغناء . فقال : كذب الزنديقُ ، إنّما سألني عن ذلك ، فقلت له إنّ رجلًا سأل أبا جعفر عليه السلام عن ذلك ، فقال له أبو جعفر عليه السلام إذا ميّز الله بين الحقّ والباطل فأين يكون الغناء ؟ فقال : مع الباطل . فقال له أبو جعفر عليه السلام قد قضيت . انظر : [ عيونُ أخبار الرضا ، ج 1 ، ص 662 ، باب 30 ، فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المنثورة ، ح 32 ] . وروى الكشي في كتاب رجاله عن محمد بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم عن الريّان بن الصلت قال ، قلت لأبي الحسن عليه السلام : إنّ هشام بن إبراهيم العباسي حكى عنك أنّك أحللتَ له الغناء فقال : كذب الزنديق إنّما سألني عنه فقلت له : سأل رجل أبا جعفر عليه السلام ، فقال له أبو جعفر : إذا فرق الله بين الحقّ والباطل فأين الغناء ؟ فقال الرّجل مع الباطل ، فقال له أبو جعفر عليه السلام قد قضيت [ انظر : اختيار معرفة الرجال ، ص 791 ، ح 957 ] . قال في الوسائل ورواه الحميري في قرب الإسناد عن الريان ابن الصلت . أقول : الحكم بزندقة العباسي غير مختص بهذا الحديث ؛ فقد روى الكشي عن معمر بن خلاد ، قال سمعت الرّضا عليه السلام يقول : إنّ العباسي زنديق ، وكان أبوه زنديقاً . وروى عن صفوان بن يحيى وابن سنان أنّهما سَمِعا أبا الحسن عليه السلام يقول : لعن الله العباسي فإنّه الزنديق وصاحبه يونس فانّهما يقولان بالحسن والحسين . [ نفس المصدر ] . أقول لعلّ المراد أنّه يقول بالوهيتهما ، وفي رجال الكشي ما يدل على أنّه ليس من أولاد العباس ، لكنّه نسب إليه للأمن من سياسة السلطان ( منه رحمه الله ) .