اللهو » . [1] وبعده : [2] * ( « وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً » ) * مع أنّه قد ورد في الآثار ما يُفيد شمول اللغو فيه له ، ففي الكافي عن أبي أيّوب الخزّاز قال : نزلنا المدينة ، فأتينا أبا عبد الله عليه السلام فقال لنا : « أين نزلتم ؟ » فقلنا على فلان صاحب القيان فقال : كونوا كراماً فوالله ما علمنا ما أراد به وظننّا أنّه يقول : تَفضّلوا عليه ، فعدنا إليه فقلنا : إنّا لا ندري ما أردتَ بقولك : كونوا كراماً ؛ فقال : « أما سمعتم قول الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : * ( « وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً » ) * » . [3] وفي العيون عن محمد بن أبي عبادة وكان مشتهراً بالسماع وبشرب النبيذ قال : سألت الرّضا عليه السلام عن السماع فقال : لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيز الباطل واللهو ، أما سمعتَ الله عزّ وجلّ يقول : * ( « وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً » ) * . [4] وقال تعالى شأنه في وصف المؤمنين * ( « وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ » ) * [5] قال القمّي رحمه الله : « يعني عن الغناء والملاهي » [6] . وسوق كلامه يؤذن بكونه حكاية قول الصادق عليه السلام . والآثار الواردة في هذا المضمار [7] كثيرة جدّاً . منها المروي في الكافي في الصحيح عن زيد الشحّام قال قال أبو عبد الله عليه السلام : « بيت الغناء لا تُؤمن فيه الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة ولا يدخله الملك » . [8] ومنها المروي فيه عن إبراهيم بن محمد المديني ، عمّن ذكره عن
[1] تفسير القمي ، ج 2 ، ص 117 . [2] في الهامش : « أي قال بعده » . [3] الكافي ، ج 6 ، ص 432 ، باب الغناء ، ح 9 . [4] عيون أخبار الرضا ، ج 2 ، ص 128 . [5] المؤمنون ( 23 ) : 3 . [6] تفسير القمي ، ج 2 ، ص 88 . [7] في الهامش : « أي في تحريم الغناء في الجملة » . [8] الكافي ، ج 6 ، ص 433 ، باب الغناء ، ح 15 .