بصوت مرجِّع مطرب ، وأمّا تبادر الصوت الحسن المرجّع منه فظاهر ، جداً . وقد تبين ممّا فصّلناه أنّ المعنى المختار هو المستفاد تصريحاً أو تلويحاً من كلمات جمهور اللَّغويين والفقهاء ولم يظهر الخلاف إلَّا من شاذّ ، والاعتماد عليه سبيل الرشاد . ودعوى صيرورته بعد وضعه في اللغة للمعنى المشترك [1] بكثرة الاستعمال العرفي حقيقة في فرد خاصٍ منه أعني ما كان مُلهياً مزيّناً بالتصدية والرّقص واستعمال الملاهي على سبيل الاشتراك بين العامّ والخاصّ ، بعيدة عن التحقيق والسداد ، كيف وقد تتبّعنا موارد استعماله بين العرف فلم نجد لاستعماله في هذا المعنى بجميع قيوده أثراً ، فضلًا عن صيرورته حقيقة فيه . على أنّ دأب مؤلَّفي كتب اللَّغة كما لا يخفى على مزاولها ذكر معاني الألفاظ بأسرها ، حقيقة كانت أو لغوية أو عرفية أو مجازية ، ولم أجد في شيء منها تعرّضاً لهذا المعنى ولا يصحّ الاعتذار بحدوثه بعد تأليفها لأنّ المستفاد من تضاعيف كلام المدعي حدوثه في زمان الجاهلية . والاستدلال عليها بالأحاديث المفسّرة ل * ( « لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * و * ( « قَوْلَ الزُّورِ » ) * في الآيتين بالغناء ضعيف ؛ لأنّ غاية ما يستفاد منها استعمالها فيهما فيه بكونه في الغالب بالأحاديث الملهية والأقوال الكاذبة لاندراجهما في ماهيته . سلَّمنا دلالتها عليه لكنّه لا يثبت اعتبار باقي القيود . وأضعف منه الاستدلال بالأخبار المانعة عن شراء الجواري المغنّيات وبيعهنّ وتعليمهنَّ واستماع أصواتهنّ وأكل مُكتَسَبهنَّ أو أثمانهنَّ . وليت شعري أنّ تحريم هذه الأمور كيف يظن دليلًا على صيرورة الغناء حقيقة عرفية في المعنى المذكور . وكذا التعلَّق برواية ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول