إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
احتمل وجهاً رابعاً خَطَرَ بباله وهو أن يكون مأخوذاً من غَنِيَ الرجل بالمكان إذا طالَ مُقامه به ، ومنه قيل : المَغْنَى والمغاني ، قال الله تعالى : * ( « كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا » ) * [1] أي لم يقيموا بها . [2] ولعلّ شارح الشهاب منه أخَذَ هذا المعنى حيث ذكره في شرحه أيضاً . وقال الراغب في مفرداته : وغَنى في مكان كذا إذا طال مقامُه فيه مستغنياً به عن غيره بغنىً . قال الله تعالى : * ( « كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا » ) * والمَغْنى يقال للمصدر وللمكانِ . . . وقيل تَغَنَّى بمعنى اسْتَغْنَى وحُمِلَ قوله عليه السلام « مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن » على ذلك . [3] وأمّا من ذَهَبَ في المعنى إلى التطريب والترجيع متمسِّكاً بما روي عن عبد الرحمان بن السائب أنّه قال : أتيتُ سَعداً وقد كُفَّ بصرُه فسَلَّمتُ عليه ، فقال : من أنت ؟ فأخبرتُه ، فقال : مرحباً يا بن أخي بَلَغَني أنّك حسنُ الصوت بالقرآن ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « إنّ هذا القرآن نَزَلَ بالحُزْن ، فإذا قَرَأتُموه ُ فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا [4] ، فمَن لم يتغَنَّ بالقرآن فليس منّا » . [5] فلا يعارض بمثله على كلمات أساطين اللغة وعلماء العربية وفقهاء أهل
[1] الأعراف ( 7 ) : 92 . [2] أمالي المرتضى ، ج 1 ، ص 34 . [3] المفردات ، ص 366 . [4] في مجمع البيان وجامع الأخبار والبحار : « فتباكوا وتغنُّوا به » . [5] مجمع البيان ، ج 1 ، ص 16 ، مقدمة الكتاب ، الفنّ السابع ؛ جامع الأخبار ، ص 131 132 ، الفصل 23 في القراءة ، ح 265 ؛ بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 191 عن جامع الأخبار .