وبعض أهل اللغة لم يعتبر في الغناء الإطراب قال ابن الأثير في النهاية في تفسير الحديث الذي نقله العامّة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنّه قال : « من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا » بعد نقله عن الشافعي أنّ المراد به الغناء : « وكلُّ من رفع صوتاً ووالاه فهو عند العَرَب غناء » ؛ ثمّ نقل عن ابن الأعرابي أيضاً ما يدّل على أنّه فسّر الحديث بالغناء » ثمّ قال : وأوّل من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكرة فوَرِثَه ُ عنه عُبَيد الله بن عُمر ، ولذلك يقال : قِراءة العُمَريّ ؛ وأخذ ذلك عنه سعيدُ العلَّاف الإباضيّ » [1] انتهى . قال الجوهري : « شددت إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمدُّ به صوتك كالغناء » . [2] وذكر أبو عبيد القاسم بن سلَّام في تفسير الحديث المذكور : أنّ المراد من لم يستغنِ بالقرآن وذكر بعض الشواهد عليه ثمّ قال أبو عُبَيد : « ولو كان معناه الترجيع لَعَظُمَت المِحْنة علينا بذلك إذ كان من لم يرجِّع بالقرآن ليس منه عليه السلام » . [3] وفيه دلالة على أنّ الغِناء عنده بمعنى الترجيع ونقل عن غير أبي عُبَيد أنّ المراد : « من لم يُحسِنْ صَوتَه بالقرآن فيرجِّع فيه » وقد نقل السيّد المرتضى في كتاب الغُرَر والدُرَر أوّلًا ، ما ذكره أبو عبيد وثانياً ، الوجه المنقول عن غيره ثمّ نقل عن ابن الأنباري وجهاً ثالثاًو هو أنّ المراد مَنْ لَم يستلذّ [4] بالقرآن ويَسْتَحْلِه ويستعذب تِلاوته كاستحلاء أصحاب الطرب للغناء . ثمّ ذكر السيّد إنّ جواب أبي بكر أبعد الأجوبة لأنّ التلذُّذ لا يكون إلَّا
[1] النهاية ، ج 3 ، ص 390 - 391 ، « غني » . [2] لم نجده في الصحاح . [3] أمالي السيّد المرتضى ، ج 1 ، ص 24 . [4] . في المصدر : « من لم يتلذَّذْ .