يفسُق سامعه قصداً سواءً كان في قرآنٍ أو شعرٍ ، ويجوز الحُداء » . [1] ولعلّ في كلام [2] الشيخ علي السالف إشعاراً بما ذكرنا كما لا يخفى على المتدبّر . أقول : وذلك لأنّه جعل الترجيع علَّةً مقتضيةً للإطراب ، وظاهر أنّ المعلول لا يتخلَّف عن علَّته التامّة وبالعكس ، فهما بناءً على ما يُستفاد من كلامه هذا متلازمان كُليّاً كما لا يخفى على المتأمِّل ، ثمّ قال : وبعض أهل اللُّغة اعتبر فيه مجرّد الإطراب ، قال في القاموس : « الغناء ككِساء من الصَوت ما طُرِّب به » [3] وقال فيه أيضاً : « التطريب : الإطراب كالتطرُّب والتغنّي » [4] وبه يشعِر كلام الزمخشري حيث قال : « استطربتُ فلاناً أي سألته أن يطرِّب ويغنّي » . [5] ومن العامّةِ من فَسَّر التغنّي بتغريد الصوت على ما نقله الطيبي في شرح المصابيح و « التغريد : التطريب في الصوت » . قاله في القاموس [6] والمجمل . [7] وفي الصحاح : « التغريد : التطريب في الصوت والغناء » . [8]
[1] القواعد ، ج 2 ، ص 236 . [2] جامع المقاصد ، ج 4 ، ص 23 . [3] القاموس المحيط ، ص 1701 ، « غنى » . [4] . القاموس المحيط ، ص 140 ، « طرب » . [5] أساس البلاغة ، ص 277 ، « طرب » . [6] في القاموس المحيط ، ص 140 ، « طرب » : « وغرَّدَ تغريداً وأغرد وتغرّدَ : رَفَع صوته ، وطرّب به » . [7] مجمل اللغة ، ج 3 ، ص 695 ، « غرد » : « غرّد الطائر ، إذا طرَّبَ في صوته » . [8] الصحاح ، ص 516 ، « غرد » .