دون الآحاد يقتضي تحريمه لا بدَّ لنفيه من دليلٍ ثمّ قال : ومنها الاعتماد على المنامات الموضوعة والأكاذيب الباطلة وحكاية إباحته والترغيب فيه عن الخِضر وأمثال ذلك من الأكاذيب التي لا يليق بالعقل الاشتغال بها وإنّما قصدوا ترويج ذلك في نفوس عوامّ الناس وضعفاء العقول ومن يحذو حذوهم فإنّ الركون إلى أمثال هذه الأكاذيب مرتكز في نفوس الجُهّال والأراذل وضعفاء الأحلام ، وقد ذكر جَماعة من العامّة أمثال ذلك في كُتُبهم وبالجملة بُطلان هذه الحُجَج عندنا ظاهر لا يحتاج إلى البيان . ولكن ينبغي التنبيه على أمور : الأوّل : المشهور بين أصحابنا أنّ الغِناء مَدّ الصَوت المشتمل على الترجيع المطرِب ؛ قال المحقّق في الشرائع : « مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرِب يفسُق فاعله وتردّ شهادته سواء كان في شعر أو قرآنٍ ولا بأس بالحداء » . [1] وقال العلَّامة في التحرير : « الغِناء حرام وهو مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرِب يفسُق فاعله وتُرَدُّ شهادتُه سواء كان في شعرٍ أو قرآنٍ وكذا مستمِعه سواء اعتقد إباحته أو تحريمه ولا بأس بالحُداء وهو الإنشاد الذي يُساق به الإبل ، يجوز فعلُه واستماعه ، وكذا نَشيد الأعراب وسائر أنواع الإنشاد ما لم يخرُج إلى حدّ الغِناء » . [2]
[1] شرائع الإسلام ، ج 4 ، ص 140 . [2] تحرير الأحكام الشرعية ، ج 2 ، ص 209 .