المغنّيات كما سبق ويُنكر عمر على الحبشة ويستقبحان ذلك ، فيمنعهما النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الإنكار ويستحسن هو لنفسه ولدينه وزوجته ولبيته مثلَ ذلك فبئس الامّة امّة يعتقدون في نبيّهم بأمثال ذلك . ثمّ قال قدس سره : ومنها حكاية فعْلةٍ عن جَماعةٍ لا حُجِية في فِعْلِهم كَعبد الله بن جعفر وابن الزُبير ومعاوية والمُغِيرة بن شعبة ، واشتهارِه بين أهل الحجاز وأهل المدينة كأبي مروان القاضي وعَطاء ونقَلوه عن الجُنَيد وسريّ السقطي وذي النون ، وعن يحيى بن مُعاذ والمحاسبي ما يُشْعِر به ، وعن ابن مجاهد أنّه لا تجاب دعوة لا يكون فيه ، وبالجملة نقلوه عن جَماعةٍ أخرى من أمثالهم ؛ ومنها التعويل على الأقيسة وقد ذكره الغزّالي وملخَّصه « أنّ الغِناء صوت طيِّب مَوزون مُفهّم محرِّك للقلب » [1] ومراده بالموزون على ما ذكره : ما كان فيه تناسب بِحَسب المَبدأ والمَقْطَع قال : وليس تحريمُه باعتبار كونه طيِّباً بالعقل والنقل ولا باعتبار كونه موزوناً ، لِتَحَقُّقِ هذا المعنى في أصوات الطيور ، فَصَوت العَنادِل والقَماري وذَوات السَجْع من الطُيور مع طيبِها مَوزون وليس بحرامٍ وكذا وصف التَفهيم وتحريكُ القلب ليس بحرامٍ فلا يكون المجموع حراماً إن لم يَعرض للمجموعِ وصف يقتضي ذلك . [2] أقول : هذا ممنوع لأنّ المجموع يُطرِبُ ويُلْهي حتّى أنّه يوجب ذهول النفس عن استعمال القوى الحيوانيّة في أغراضها الخاصّة كما سبق نقله عن الصوفية وليس كلّ واحدٍ من الآحاد كذلك فهذا وصف زائد عارض للمجموع
[1] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 294 . [2] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، 296 .