الفقهاء الأربعة مع طُوله قليل الفائدة عندنا ، فالإعراضُ عنه أولى لنا ، مضافاً إلى اتّفاق الأصحاب وقوله تعالى . وأورد أكثر الآيات والروايات المذكورة ، ثمّ قال : وليس الغرض الاستدلال بكلِّ واحد من هذه الآيات والروايات بخصوصها ، بل المقصودُ إلحاق بعضِها ببعضٍ ليَحْصُلَ الغَرَض ويتقوّى بالمجموع ، فلا يَضُرُّ ضعف الأسناد في بعضها وضَعْفُ الدلالة في البعض ، والأخبار في هذا الباب كثيرة وفيما ذَكَرتُه ُ كِفاية لِطالِب الحقّ ، ومَن لم يُقْنِعْه ُ اليَسيرُ لم يَنْفَعْه ُ الكثير . فإن قلت : قَدْ وَرَد في بعض الأخبار ما يدلُّ على مدح الصوت الحَسَن وفي بعضها : « لِكُلِّ شيءٍ حِلْيَة وحِلْيَةُ القرآن الصَوْت الحسن » [1] وهو ينافي ما ذَكَرْتُمْ . وأيضاً قد روى الكُلَيني عن علي بن محمّد النَوْفَلي عن أبي الحسن عليه السلام قال : ذكرتُ الصوت عنده فقال : « إنّ عليّ بن الحسين كان يَقْرأ فَرُبَّما مرَّ به المارُّ ، فَصَعِقَ من حُسن صوته » [2] وذكر الحديث كما سَبَق . . . . وعن رجلٍ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « كان عليّ بن الحسين أحْسَنَ الناس صَوْتاً بالقرآن وكان السقاؤون يقِفُون ببابِه ِ ، يَسمعون قراءَته » . [3] وأيضاً روى ابن بابويه أنّه سأل رجل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن
[1] الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 9 . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 4 . [3] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 11 .