إحدى يديها على الأخرى » [1] ؛ « وقد ناحت وندبت امّ سلمة ابن عمِها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فما عاب عليها ولا قال شيئاً » . [2] هذا . وفي الفقيه [3] قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام لي جيران ولهم جوارٍ يتغنّين ويضربن بالعود فربّما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعاً منّي لهنّ فقال له الصادق عليه السلام : لا تفعل [4] فقال : والله ما هو شيء أتيتُه بِرِجْلي إنّما هو سَماع أسمَعُه باذُني ، فقال الصادق عليه السلام : بالله أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : * ( « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْه ُ مَسْؤُلًا » ) * . [5] فقال الرجل : كأنّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عزّ وجلّ من عربيّ ولا عجميّ ، لا جَرم إنّي قد تركتُها وأنا أستَغْفِرُ الله تعالى ، فقال له الصادق عليه السلام : قم فاغتسل وصلِّ ما بدا لك فلقد كنت مقيماً على أمرٍ عظيمٍ ما كان أسوأ حالك لو متَّ على ذلك ، استَغفرِ الله واسأله التوبة من كلِّ ما يكره
[1] الكافي ، ج 5 ، ص 118 ، باب كسب النائحة ، ح 4 ؛ الفقيه ، ج 3 ، ص 162 ، ح 3592 . [2] الكافي ، ج 5 ، ص 117 ، باب كسب النائحة ، ح 2 . [3] في الهامش : « وهذا الحديث مذكور في التهذيب في باب الأغسال ، في مقام غُسل التوبة من الكبائر ، بحذف السند ، كما في النهاية ورواه في الكافي في باب الغناء بطريقٍ موثّقٍ هكذا : علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال : « كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل : بأبي أنت وامّي أدخل كنيفاً ولي جيران وعندهم جوارٍ يتغنّين ، الحديث ؛ وهارون هذا وإن كان له مذهب في الجبر والتشبيه إلَّا أنّه ثقة وجهء لقي أبا محمّد وأبا الحسن عليهما السلام له كتب يرويها عنه جماعة » ؛ ( منه عفي عنه ) . [4] . في الهامش : « ظاهر قوله عليه السلام : « لا تفعل » يفيد النهي عن إطالة الجلوس لأجل استماع غِنائهنّ ولَعبهنّ بالعود ، فيكون كلّ واحدٍ منهما أمراً عظيماً موجباً لسوء العاقبة لولا التوبة والإنابة ، لا خصوص الأخير ، كما سبق إلى بعض الأوهام » . منه . [5] الإسراء ( 17 ) : 34 .