رَخَّص في أن يقال : جئناكم جئناكم ، جيئونا جيئونا ، نحيّكم فقال : كَذَبوا ، إنّ الله يقول : * ( « وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ . لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناه ُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ . بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُه ُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ » ) * [1] ثمّ قال : ويل لفلان ممّا يصف رجل لم يحضر المجلس . [2] وفيه عنه عليه السلام : إنّ رجلًا قال له : مَرَرتُ بفلان فاحتبسني ، فَدَخلتُ داره ونظرت إلى جواريه ، فقال : « ذلك مجلس لا ينظر الله عزّ وجلّ إلى أهله ، أمنتَ الله عزّ وجلّ على أهلك ومالك » ؟ [3] ولعلّ ذلك إشارة إلى مجلس الغِناء فيدلّ على تحريمه ولذلك أورده الكليني في الكافي في باب الغناء . وفي الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام : « الغِناء ينبت النفاق ويورث الفقر » . [4] وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الريّان بن الصَلت في الصحيح قال : سألت الرضا عليه السلام يَوماً بخراسان ، فقلت : يا سيّدي إنّ هِشامَ بن إبراهيمَ العبّاسي حكى عنك أنّك رَخَّصْتَ له في استماع الغِناء ؟ فقال : كَذَب الزنديق إنّما سألني عن ذلك فقلت له : إنّ رجلًا سأل أبا جعفر عليه السلام عن ذلك فقال أبو جعفر : « إذا ميّز الله بيْنَ الحقّ والباطلِ ، فأين يكونُ الغِناء ؟ فقال : مع الباطِل ، فقال له أبو جعفر قد قَضَيْتَ . [5]
[1] الأنبياء ( 21 ) : 1816 . [2] الكافي ، ج 6 ، ص 433 ، باب الغناء ، ح 12 ، مع اختلافٍ يسير . [3] الكافي ، ج 6 ، ص 434 ، كتاب الغناء ، ح 22 . [4] . الخصال ، ص 24 ، باب الواحد ، ح 84 وفيه : « الغناء يورث النفاق ويُعقّب الفقر » . [5] عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج 1 ، ص 672 ، الباب 30 ، ح 32 .