مجلس لا ينظر الله إلى أهله وهو ممّا قال الله عزّ وجلّ : * ( « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * . [1] وفي مجمع البيان روى أبو أمامة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا يحلّ تعليم المغنّيات ولا بيعهنّ ، وأثمانهنّ حرام وقد نَزَلَ تصديق ذلك في كتاب الله تعالى : * ( « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * . [2] وفيه في قوله تعالى : * ( « وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ » ) * قال : في رواية « أنّه الغناء والملاهي . [3] وفي تفسير علي بن إبراهيم ، الثقة : * ( « وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ » ) * يعني عن الغِناء والملاهي [4] . وفيه عن ابن عباس قال حَجَجْنا مع رسول الله حَجَّةَ الوداع فأخذ بحَلْقة الباب ثُمّ أقبل علينا بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة وكان أدنى الناس منه يومئذٍ سلمان فقال : بلى يا رسول الله ، فقال : إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصَلَوات واتّباع الشهوات والمَيل مع الأهواء ، وساق الكلام ، عليه وآله السلام إلى أن قال : فعندها يكون أقوام يتعلَّمون القرآن بغير وجه ِ الله ويتّخذونه مزامير ويكون أقوام يتفقَّهون لِغير الله تعالى ويكثُر أولاد الزنا ويَتغَنّون بالقرآن . وإليه أشار الفاضل السبزواري بقوله : « وفي بعض الروايات في ذكر أشراط الساعة : « يتغَنّون بالقرآن » . ومن الغريب أنّه جعله دليلًا على استحباب التغنّي بالقرآن وهو كما ترى حُجّة واضحة على حرمته .
[1] الكافي ، ج 6 ، ص 433 ، كتاب الغناء ، ح 16 ، والآية من سورة لقمان ( 31 ) : 6 . [2] مجمع البيان ، ج 8 ، ص 313 في ذيل الآية 6 من سورة لقمان . [3] مجمع البيان ، ج 7 ، ص 99 ، في ذيل الآية 3 من سورة المؤمنون . [4] . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 88 ، ذيل الآية 3 من سورة المؤمنون .